”نداء بوست“ – التحقيقات والمتابعة – الرقّة:
في أعقاب حملتها التوسعية على أساس طائفي، وبعد البدء بمشاريع مُشابِهة في دمشق وحلب، باتت محافظة الرقة الهدف التالي لإيران.
وتمكّنت إيران، خلال الفترة السابقة، من إنجاز الكثير من تغييرات البنية التحتية وعمليات التوطين والتخطيط للكثير من المشاريع في داخل وفي محيط كل من حلب ودمشق.
وقالت مصادر لموقع "نداء بوست": إنّ الحرس الثوري الإيراني، بدأ في تموز/ يوليو بخطة توسعية في محافظة الرقة شرقي سوريا، وهي مشابهة لمشاريعها التوسعية في كلّ من حلب ودمشق، وقد انفرد ”نداء بوست“ بتسليط الضوء عليها في تقارير سابقة.
المربّع الأمني
وأوضحت المصادر أنّ "أول خطوة هي إنشاء المربع الأمني بما فيه من مقرات القيادة ومكاتب الاستخبارات ثم يتم الانتقال بعد ذلك إلى التوسع الأمني والعسكري والمجتمعي".
وأشارت مصادرنا إلى أنّه تم "اعتماد منطقة ضِمن مدينة مسكنة لتكون هي المربع الأمني في المحافظة"، موضحةً المصادر أنّ "الحرس الثوري سينشر مقرات أمنية ومكاتب استخباراتية في المنطقة المعروفة محلياً باسم المزرعة الخامسة، وهي مجمعات سكنية حديثة، وكذلك أبنية تابعة لمؤسسة الفرات في مدينة مسكنة".
وكان "الحرس الثوري" قد اعتمد مدينة "مسكنة" مقرّاً رئيسياً لينطلق منه إلى التوسّع في الرقة، بعد دراسة عدة خيارات أجراها خلال النصف الأول من العام الجاري.
مصادرنا أكّدت أنّه "من أهم عوامل اعتماد مسكنة هو العلاقة الجيدة بين العشائر المحلية في المدينة ومشروع التشيُّع المموَّل من السفارة الإيرانية في دمشق“.
من داعش إلى إيران
محافظة الرقة الواقعة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، على بُعد 200 كيلومتر شرق مدينة حلب، تعتبر ومنذ بدء الثورة السورية، من أكثر المناطق سخونة، نسبة إلى سقوطها في فترة سابقة بيد تنظيم داعش، قبل إعلان التحالف الدولي القضاء عليه.
وتضيف المصادر لـ "نداء بوست" أنه وبعد اعتماد خطة المربع الأمني، نشطت حركة استئجار عقارات وممتلكات في منطقة المجمع السكني الحديث في مسكنة، وانتشرت فيها عمليات الإيجار طويلة الأجل لتحويل هذه الأبنية والعقارات إلى مكاتب أمنية واستخباراتية وعلاقات عامة وتنسيق تكون على مستوى كامل محافظة الرقة ومتصلة بشكل كامل مع منطقة غرب محافظة حلب". وهو ما أكّده سكّان محليون في مسكنة، بخصوص نشاط حركة العقارات.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر لموقع "نداء بوست" عن استعدادات تجريها ميليشيات إيرانية، لتوطين دفعات جديدة من المقاتلين مع عائلاتهم في محيط دمشق، وذلك في سياق مشاريع التوطين والتغيير الديموغرافي التي تطبقها إيران في سورية، وخاصة شرق حلب وفي محيط العاصمة دمشق.
وشملت تلك التحضيرات، طبقاً لمصادرنا، توطين حوالَيْ 600 عائلة من حزب الله والعراق وإيران في دمشق وحلب.