“نداء بوست” -سليمان سباعي- حمص
يوماً بعد يوم تثبت الثورة السورية التي دخلت عامها الحادي عشر أمس الأول بأن مطالبها كانت محقة بامتياز، وأن المشاركين بها لديهم نظرة مستقبلية وقراءة مخضرمة لماضي نظام البعث الذي عاث فساداً بمختلف القطاعات الخدمية والعسكرية، وكل ما يمت لبناء الدولة بصلة من بعيد أو قريب.
بهذه الكلمات بدأ الإعلامي عبد الوهاب محمد، أحد أبناء مدينة حمص حديثه لمراسل “نداء بوست” مستذكراً أبرز محطات مشاركته السلمية بالحراك الثوري في مدينته، وواصفاً إياها بأفضل أعوام عمره على الإطلاق.
مستمرون في الثورة حتى إسقاط الأسد
وأضاف عبد الوهاب أنه على الرغم من تخليه عن متابعة تحصيله العلمي في كلية الهندسة نظراً لصدور إذاعة بحث بحقه على خلفية مشاركته بالمظاهرات بداية الثورة، إلا أن الهدف أسمى وأنبل من التضحية البسيطة التي قدمها “بحسب تعبيره”.
أما سمر الحسن وهي طبيبة عيون، أجبرتها ظروفها العائلية على الخروج من سورية، بعد أن أمضت ما يقارب الأربعة أعوام بعلاج الجرحى تحت قصف قوات الأسد وحليفه الروسي على الأحياء السكنية بريف حمص الشمالي؛ فقد قالت: إن ثورة الشعب السوري من أعظم الثورات التي دحضت عبارة “العين ما بتقاوم المخرز” بل وأثبتت أن صوت الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وهو ما ظهر جلياً بمظاهرات طالبي الحرية المتسلحين بحناجرهم، التي صدحت مطالبة بإسقاط نظام الاستبداد الحاكم.
وأردفت الطبيبة سمر أن أقصى ما تتمناه هو أن تتاح لها الفرصة للعودة مجدداً إلى منزلها في قرية الدار الكبيرة، تاركةً البلد التي تلجأ فيه (فرنسا)، عقب أن تنجلي الغمّة عن سورية برحيل نظام الأسد.
الثورة السورية عرّت المجتمع الدولي
وعلّق الصحفي سامر الخالدي على ذكرى انطلاق الثورة السورية بقوله: إن من أهم إنجازات ثورة الحرية والكرامة أنها عرّت ادعاءات المجتمع الدولي الذي أصدع رؤوسنا بالحديث عن حقوق الإنسان، ووقوفه إلى جانب الشعوب لتقرير مصيرها، ليتضح أن ما يجري خلف كواليس الإعلام ما هي إلا اتفاقيات مع الجلاد الذي أرهقه حمل السوط وجلد أبناء شعبه دون أن ينال من عزيمتهم وإصرارهم على متابعة الطريق، الأمر الذي اتضح جلياً بمظاهرات الشمال السوري التي أعادت للأذهان أهازيج الثورة وانطلاقتها.
وكانت مدينة حمص من أوائل المدن السورية الثائرة، والتي تميزت بكثافة مظاهراتها وتنظيمها، ولاقت بالوقت ذاته أشرس وأقسى رد من نظام الأسد الذي ارتكب فيها العديد من المجازر، أولها كان مجزرة ميدان الساعة في مركز المدينة.
حيث شهدت مدينة حمص بعد عصر يوم 18 من نيسان/ إبريل في العام 2011، اعتصاماً شعبياً حاشداً، بثته العديد من القنوات الفضائية استمر لقريب فجر اليوم التالي، قبل أن يقتحم عشرات العناصر من المخابرات الجوية الساحة، ويطلقون النار على المعتصمين مخلفين عشرات القتلى والجرحى.