نداء بوست- أخبار سورية- متابعات
ودّع السوريون ليلة أمس الأحد الأديب والشاعر شوقي بغدادي، عن عمر ناهز الـ 95 عاماً قضاها في خدمة الثقافة السورية وتكوين ملامحها المعاصرة.
ويُعَدّ الراحل البغدادي من أوائل مؤسسي رابطة الكُتّاب السوريين عام 1951، واتحاد الكُتّاب العرب بدمشق عام 1969.
وُلد بغدادي في بانياس، المدينة السورية الواقعة على ساحل المتوسط، في 26 تموز/ يوليو 1928، وتدرّج في تحصيله العلمي بين مدارس اللاذقية وطرابلس في لبنان، قبل أن يكمل تعليمه الجامعي في دمشق متحصّلاً من جامعتها على إجازتين؛ واحدة في اللغة العربية وأُخرى في التربية عام 1951.
أصدر الراحل الكثير من الأعمال الشعرية، من بينها: “أكثر من قلب واحد” 1955، لكل حب قصة” 1962، “أشعار لا تحب” 1968، “صوت بحجم الفم” 1974، “بين الوسادة والعنق” 1974، “ليلى بلا عشاق” 1979، “قصص شعرية قصيرة جداً” 1981، “من كل بستان” – مجموعة مختارات شعرية 1982، “عودة الطفل الجميل” 1985″، رؤيا يوحنا الدمشقي” 1991، “شيء يخص الروح” 1996، “البحث عن دمشق” 2003، “ديوان الفرح” 2010، “بعد فوات الأوان” 2021.
بالإضافة إلى قصائد وجهها للأطفال، كمجموعة” عصفور الجنة”، و”حكايات وأناشيد للأطفال” 1982، و“القمر فوق السطوح” 1984.
وفي القصة القصيرة، صدر لبغدادي “مهنة اسمها الحلم” 1986، و“حينا يبصق دماً” 1954، و“بيتها في سفح الجبل” 1978، و“درب إلى القمة”. ورواية: “المسافرة” 1994.
واظب طيلة مسيرته على دعم الأدباء الشباب وإبداعاتهم الجديدة من خلال المنابر الأدبية التي أشرف على تحريرها والتي عمل فيها محرراً؛ سواء في ملحق الثورة الثقافي بسبعينيات القرن الماضي، وفي جريدة الأسبوع الأدبي في الثمانينيات.
شارك في الأنشطة السياسية المناهضة لأنظمة القمع والمخابرات، وتعرض للاعتقال عام 1959 في زمن الوحدة بين سورية ومصر، حيث قضى 9 أشهر داخل سجن المزة، ليعود بعدها إلى عمله في تدريس اللغة العربية في ثانويات دمشق، ومتابعة نشاطه السياسي.
لم يغادر الراحل دمشق بالرغم من الظروف التي عاشتها من جراء الحرب الدموية التي شنها نظام الأسد على السوريين بعد انطلاق الثورة السورية التي ناصرها منذ أيامها الأولى. كما شارك في دعم رابطة الكُتّاب السوريين التي انطلقت بعد الثورة (2012)، وكان عضواً فيها.
وكان بغدادي قد أعلن قبل أعوام قليلة من وفاته عن إنجازه مجموعة شعرية، تشمل القصائد التي كتبها عن الحريق السوري، ونشرها في جريدة السفير اللبنانية تحت عنوان “جمهورية الخوف”.
وفي عام 2020 نال الشاعر الراحل جائزة أحمد شوقي الشعرية الدولية في دورتها الثانية، وقد وصفته لجنة الجائزة بأنه “شاعر له صوته الفريد والخاص… يبحث نصه عن قيم الحرية والعدالة”.
وأصدر آخر دواوينه في عام 2021 تحت عنوان “بعد فوات الأوان”، استهله بقصيدة حملت نفس الاسم:
“سأعتذر الآن، بعد فَوات الأوان، أنا لم أُجدِّد حُقولي، ولم أَتفِقْ والزمان، وحين عَشِقت النساءَ وكنتُ صغيراً، تركتُ حِصَاني ولم أكُ مِمَّن يُجِيدون ركوبَ الحصانِ، كَبِرتُ على ظهر قافِلة صَنعَتْ شاعراً ورَمَتْ آخر فتخيلتُ عندَئذٍ أنني حامِلُ الصَّوْلَجانِ…”.