نداء بوست- أخبار سورية- واشنطن
اقترح عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إقامة مناطق عازلة في منطقة شمال شرقي سورية، لتبديد مخاوف تركيا الأمنية، والحول دون إطلاق عملية عسكرية جديدة ضد “قسد”.
ولفت غراهام في مقال نشره في صحيفة “فوكس نيوز” وترجمه “نداء بوست” إلى أن العالم شهد الكثير من الاضطرابات خلال العام الحالي، كالغزو الروسي لأوكرانيا، والنمو المستمر للبرنامج النووي الإيراني، ونشاطات الصين “الاستفزازية”، وعودة ظهور “داعش” و”القاعدة”، معتبراً أن إحدى المناطق المضطربة التي تستحق التركيز مجدداً هي شمال شرقي سورية.
وقال: “إن المنطقة كانت مركزاً روحياً لداعش لسنوات عديدة، ولحسن الحظ، دمر الرئيس دونالد ترامب الخلافة في سورية والعراق، وأصبح العالم مكاناً أفضل بكثير بسبب هذا العمل، وتصرفت إدارة بايدن بشكل فعّال في مواصلة المكاسب التي تحققت في المنطقة من خلال ترك ما يقرب من 900 جندي أمريكي فيها، للعمل مع قوات المقاتلين المحليين لضمان عدم ظهور التنظيم كما كان من قبل”.
وتُقسم المشكلة في شمال شرقي سورية، إلى قسمين الأول مخاوف الأمن القومي المشروعة لتركيا حليفة الولايات المتحدة في الناتو، والثاني متعلق بـ”قسد” التي شاركت في محاربة تنظيم “داعش”.
وتنظر تركيا إلى “قسد” التي تتكون بشكل أساسي من وحدات حماية الشعب YPG، على أنها تهديد لأمنها القومي نظراً لارتباطها بحزب العمال الكردستاني PKK، وهي منظمة إرهابية بموجب القانون التركي والأمريكي.
ويؤكد غراهام أنه حدد هذه المشكلة منذ سنوات في جلسات استماع مجلس الشيوخ، وحث إدارة أوباما للعمل على معالجة مخاوف تركيا، ولسوء الحظ، يضيف: “لم يتم فعل أي شيء وانتقلت تركيا إلى شمال شرقي سورية منذ عدة سنوات بسبب مخاوفها من قيام العناصر الكردية بأعمال إرهابية انطلاقاً من المنطقة”.
والتحدي اليوم، من وجهة نظر غراهام هو كيفية المضي قدماً في دعم “قسد” دون تقويض الأمن القومي التركي، مؤكداً أن هذه المشكلة أزعجت الإدارات الجمهورية والديمقراطية على حد سواء.
ويضيف: “لكن هناك شيء واحد مؤكد: لن يتم حل المشكلة بتجاهلها، عملت كل من إدارتَيْ ترامب وبايدن على إيجاد حل، لكن الفوضى في جميع أنحاء العالم جعلت هذه القضية على نار هادئة”.
ويستدعي هذا الأمر اهتماماً عاجلاً لأن “داعش” بدأ في الظهور من جديد في شمال شرقي سورية، سيما أن مخيم الهول يضم نحو 57 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال المرتبطين بتنظيم “داعش”، وهو بمثابة بؤرة تجنيد للتنظيم.
ويحذر غراهام من أنها “مسألة وقت فقط قبل أن تنفجر هذه المشكلة، ولدينا قتال على جبهات متعددة، ليس فقط التهديدات الإرهابية من داعش، ولكن أيضاً بين تركيا وقسد، المستفيد الأكبر من الصراع الإقليمي الإضافي سيكون داعش”.
وأشار السيناتور الأمريكي إلى أنه يخطط للسفر إلى المنطقة قريباً، ويتطلع إلى العمل مع إدارة بايدن لإيجاد حل لهذه المشكلة المتنامية، مشدداً على أنه من الضروري أن تعترف واشنطن بمخاوف الأمن القومي المشروعة لتركيا، وأن تنشئ مناطق عازلة بين العناصر التي تعتبرها تركيا جماعات إرهابية، واستمرار دعم قسد وضمان عدم ظهور داعش مرة أخرى.
ويرى غراهام أن الحل الأكثر قابلية للتطبيق هو معالجة مصالح الأمن القومي لتركيا مع تطوير علاقة تجارية في الوقت نفسه بين الحكومة التركية وسكان شمال شرقي سورية.
فهناك حقول نفط في شمال شرقي سورية يمكنها مع المزيد من الاستثمار، إنتاج كميات أكبر من النفط، وهو ما يعود بالفائدة على كل من سوق النفط العالمية واقتصاديات شمال شرقي سورية وتركيا. وأفضل طريقة لحل هذه المشكلة بمرور الوقت هي جعلها مربحة للجانبين لسكان شمال شرقي سورية وتركيا، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي، بحسب غراهام.
وأضاف: “في حين أن هذه مشكلة معقدة يجب حلها، فمن الضروري أن يعمل الكونغرس وإدارة بايدن معاً لإيجاد حل قبل فوات الأوان، فعندما يزدهر داعش في الشرق الأوسط، فإن أسلوب حياتنا مهدد هنا في الوطن، والمكاسب التي حققناها لتدمير داعش في خطر”.
يتنامى الصراع بين تركيا، حليفنا في الناتو، والقوات داخل شمال شرقي سورية يوماً بعد يوم، ستكون عملية حل هذه المشكلة صعبة، لكن العمل على إيجاد حل أفضل بكثير من تجاهُل المشكلة والتعامل مع “داعش” من جديد.