نداء بوست – حوارات – هاني العبد الله – إسطنبول
أعلنت “جمعية اللّمة السورية” إحدى منظمات المجتمع المدني السوري في إسطنبول، تأسيس “مركز عدالة لحقوق اللاجئين”، بغية الوقوف على معاناة اللاجئين السوريين في تركيا، والتعرّف على العقبات التي تواجههم، ومحاولة إيجاد حلول لها.
موقع “نداء بوست” أجرى حواراً مع المستشار الحقوقي “أحمد قطيع” مدير “مركز عدالة لحقوق اللاجئين”، للتعرّف على أهداف المركز وأبرز الأنشطة التي يقدمها لخدمة اللاجئين، وكيف ستكون آلية عمل المركز، وما سُبل حلّ مشاكل اللاجئين بالتنسيق مع الجانب التركي.
كيف وُلدت فكرة تأسيس المركز؟
قال مدير “مركز عدالة لحقوق اللاجئين”، “أحمد قطيع”، في حوارٍ خاصّ لموقع “نداء بوست”: برزت فكرة تأسيس المركز، بعدما لاحظنا ورصدنا الكثير من المعوّقات التي تواجه السوريين، من النواحي الاجتماعية والمعيشية والقانونية.
المركز ينبثق من جمعية “اللّمة السورية” والتي تترأسها الأستاذة “هند عقيل”، وبعد طرح الفكرة على جمعية اللّمة لتأسيس المركز، تم اعتماد تأسيسه بموافقة جميع أعضاء مجلس إدارة الجمعية، واعتماد عضو مجلس إدارة الجمعية، المستشار الحقوقي “أحمد قطيع” مديراً للمركز.
بعد إعلان تأسيس “مركز عدالة لحقوق اللاجئين”، تم تشكيل الهيكل الإداري والتنظيمي للمركز، الذي ضمّ مجموعة من الناشطين الحقوقيين ومتطوعين من المجتمع المدني السوري، الذين يعيشون على الأراضي التركية، ولديهم روح الجماعة ويرغبون بأن يكونوا ضِمن فريق العمل، وَفْق ما ذكر قطيع.
وأشار مدير مركز “عدالة لحقوق اللاجئين”، أن مقر المركز يقع في حي الفاتح وسط إسطنبول، وما زال يستقبل كل مَن يرغب بالانضمام لفريق العمل، عَبْر تقديم طلب، حيث تتم دراسته ومن ثَم الموافقة على انضمامه من قِبل مجلس الإدارة.
وحول الهدف من تأسيس المركز، قال قطيع: “مركز عدالة يسعى لحماية اللاجئين السوريين في تركيا، والعمل على رفع مستوى الوعي القانوني والاجتماعي لدى السوريين، لتجنيبهم الوقوع في الأخطاء القانونية والاجتماعية، وتحقيق الاندماج الفعّال مع المجتمع التركي”.
خطّ ساخن لاستقبال أسئلة السوريين
المستشار الحقوقي قطيع تحدث عن الخدمات التي يقدمها “مركز عدالة لحقوق اللاجئين” قائلاً: المركز يقدم العديد من الخدمات للاجئين السوريين، والتي تتركز في أربعة جوانب.
1. التوعية القانونية والاجتماعية .
2. الاستشارات القانونية المجانية عَبْر الخط الساخن الخاصّ بالمركز (05550888154)، حيث يمكن لأي سوري إرسال رسائل نصية على هذا الرقم، يكتب فيها الاسم والكنية والولاية والاستشارة المطلوبة .
3. أنشطة متعددة غير تقليدية تساعد على خلق الاندماج الفعّال للاجئين السوريين في تركيا، من خلال دورات احترافية وأنشطة متعددة غير تقليدية تُحقّق الاندماجَ بشكل فعّال.
4. رصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرّض لها اللاجئون السوريون على الأراضي التركية، ورفع التقارير الدورية للجهات الحكومية التركية المعنية بشؤون المهاجرين واللاجئين لمناقشتها، ودراسة كيفية معالجتها وتجنُّبها.
1500 استشارة خلال 24 ساعة
لكن كيف كان تفاعل السوريون مع فكرة تأسيس المركز؟ وفي هذا الإطار، قال المحامي قطيع: “كان تفاعُلاً كبيراً لم نتوقعه، حيث وردتنا أكثر من 1500 استشارة على الخطّ الساخن خلال الـ 24 ساعة الأولى من الإعلان عن تأسيس المركز، وهذا يدلّ على مدى احتياج اللاجئين السوريين لمثل هذه المراكز الاستشارية الخدمية”.
ولفت قطيع إلى أنه بسبب الضغط الكبير من الاستشارات التي وصلت من اللاجئين السوريين إلى المركز خلال الساعات الأولى على الخطّ الساخن، تمّ الردّ على أكثر من نصفها خلال 24 ساعة، واستمر فريق العمل بالردّ على باقي الاستشارات تدريجياً، حيث إن الرد على الاستشارات عَبْر الخطّ الساخن يكون خلال 48 ساعة، وحَسَب أسبقية وقت ورود الاستشارة للمركز.
ووردت الكثير من الاستشارات إلى مركز عدالة لحقوق اللاجئين، ولكن أغلبها كان يتمحور حول بطاقة الحماية المؤقتة (الكمليك) التي تم إبطالها لكثير من اللاجئين وكيفية إعادة تفعيلها، ومن خلال بعض الاستشارات التي وردتنا، تمكنّا من رصد العديد من الانتهاكات الحقوقية التي تعرض لها السوريون، والتي أخذناها بعين الاعتبار وقمنا بتوثيقها لمناقشتها خلال أول اجتماع سيتم عقده مع دائرة الهجرة التركية قريباً، بحسب ما قال مدير مركز “عدالة لحقوق اللاجئين”.
نتواصل مع الجانب التركي لإيجاد الحلول
وحول سُبل حلّ مشاكل السوريين قال قطيع: “يحرص مركز عدالة لحقوق اللاجئين، على التعاون مع كافة منظمات المجتمع المدني السورية والتركية، وتنسيق اجتماعات معها لطرح جميع المشاكل والمعوّقات والانتهاكات التي يتعرّض لها اللاجئون السوريون في تركيا”.
وتابع قائلاً: “نسعى لعقد اجتماعات فعّالة مع الجهات المعنية في الحكومة التركية للأهداف ذاتها، كما نقوم برفع التقارير الدورية الشهرية في حال رصدنا أي انتهاكات حقيقية تمسّ حقوق اللاجئين السوريين، إضافةً إلى طرح اقتراحات على الجانب التركي، تصبّ في صالح تخفيف الأعباء عن اللاجئين .
وحول الخطط المستقبلية لتطوير آلية عمل مركز عدالة لحقوق اللاجئين، قال قطيع: “لدينا خطط عمل نقوم بتنفيذها حالياً، وأبرزها تأسيس منصة إلكترونية لتوعية اللاجئين السوريين في تركيا في كل ما يخصّ الشؤون القانونية والاجتماعية، والتخطيط لإقامة أنشطة ثقافية واجتماعية تحقق الاندماج الفعّال للسوريين ضِمن المجتمع التركي، كما نسعى لاستقطاب الكوادر الحقوقية لتقوية مركز الاستشارات ولجنة الشؤون القانونية، وتقديم إجابات صحيحة ووافية لكل السوريين.
ويواجه اللاجئون السوريون في تركيا، حملات عنصرية متلاحقة من قِبل أقطاب في المعارضة التركية، والتي تستخدم ورقة اللاجئين للتجييش الإعلامي كورقة سياسية للانتخابات التركية، وساهمت تلك الخطابات العنصرية بزيادة حالات التعدي على اللاجئين والتضييق عليهم في عدة ولايات تركية.
يُذكر أنه بلغ عدد السوريين المسجّلين داخل تركيا، 3 ملايين و611 ألفاً و143 شخصاً”، بينما عدد السوريين الذين عادوا إلى بلادهم من تركيا، 531 ألفاً و326 شخصاً، وَفْق ما أفاد نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي، مطلع الأسبوع الحالي.