نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
قال مدير عام “اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان” “URDA” حسام الغالي: إنّ الاتحاد قرر رفع يده عن المخيمات التي أنشأها ولم يوقف دعم هذه المخيمات.
وأشار في حديث خاص لـ “نداء بوست” إلى أنّ الاتحاد أنشأ في عرسال بحدود 15 مخيماً للاجئين السوريين منذ عشر سنوات، وما زال الاتحاد حتى تاريخ البيان يقوم بكل التكاليف الخاصة بهذه المخيمات، من إيجارات الأراضي إلى رواتب المسؤولين عنها والأئمة والمصليات وخدمات البنى التحتية إضافة إلى الترميم السنوي، والمساعدات الغذائية.
وأوضح أن الاتحاد لم يعد باستطاعته دفع كل النفقات، خاصة موضوع إيجارات الأراضي التي ارتفعت بشكل هستيري، ولم يعد الاتحاد قادراً على تغطيتها، كاشفاً أنّ الاتحاد تحدّث منذ سنوات مع المعنيين من الأمم المتحدّة أو الدولة اللبنانية والوزارات والبلديات من أجل تأمين نظام خاص لوضع المخيمات، ولكن لم يتم التجاوب معهم.
وقال: “إنّ اللاجئ السوري في عرسال متروك ليُفترس من صاحب الأرض الذي يهدّده في أمنه الشخصي”، مضيفاً أن اللاجئ اليوم يخضع لمزاجية بعض أصحاب الأراضي.
وأكّد الغالي في السياق نفسه أنّ خدمات الاتحاد الأخرى ستبقى موجودة، مشدداً على أنّ هذا القرار بمثابة صرخة بل هو محاولة “هزّ” الكيان كلّه”، وقال: “لا يمكننا دفع هذه الإيجارات وهي استنزاف كبير لا يمكن الاستمرار به”، وأضاف “بعض أصحاب الأراضي يظنّون أنّ أموال الجمعيات حلال لهم ويمكن الحصول عليها وأخذها حتى بالتهديد والوعيد”.
وأشار إلى أنّ الموضوع فهم بطريقة خاطئة، وقال: “الدعم سيبقى ولكن المخيمات التي كانت مكفولة بالكامل لم تعد كما كانت”.
وكان الاتحاد “URDA” قال في بيان أصدره يوم الإثنين الماضي: إنّ “بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط وقلة التبرعات، لم يعد اتحاد الجمعيات مسؤولاً عن إدارة أي مخيم في عرسال، رافعاً يده عن جميع المخيمات التي كان يكفلها، وبالتالي فهو غير ملزم بتأمين مصاريف مخيمات معينة أو إيجار الأراضي التي تقوم عليها هذه المخيمات”.
وطالب البيان الجهات الخيرية كافة باعتبار هذه الرسالة إقراراً من الاتحاد بعدم كفالته لأي مخيم، وللجهات الرسمية والبلدية بعدم مسؤوليته عن أي مخيم، وإشعاراً لأهل كل مخيم أنه عليهم حل مشكلاتهم بالتنسيق مع شاويش مخيمهم أو لجنته أو انتخاب غيرها”.
وأضاف بيان الاتحاد الذي تم نشره على مواقع التواصل أن “الاتحاد لم يَعُدْ له أي قرار في تعيين أي شاويش أو مدير للمخيم، وسيوقف أية كفالة لمسؤول مخيم ويعتبر نفسه في حل منها”.
ويعيش في بلدة عرسال اللبنانية أكثر من 60 ألف لاجئ سوري في مخيمات مبنية بطريقة عشوائية، ويعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة جداً.