نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
رأى مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان القطب أنّ خروج رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري من الحياة السياسية سواء كان مؤقتاً أو دائماً، يُشكِّل بداية مرحلة جديدة من مسيرة أهل السُّنة في لبنان، وأضاف قائلاً: "لا مكان لمشاعر الإحباط أو التراجُع، والانكفاء واليأس في الساحة السُّنية".
وفي حديث لـ"نداء بوست" يقول القطب: "إنّ المشهد الأول عقب إعلان الاعتزال كانت زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للسراي الحكومي ليس دعماً لرئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي، بقدر ما كانت للتأكيد على أن الموقع الديني الأول في الجمهورية اللبنانية، يحرص على حماية دور وصلاحيات موقع رئاسة الوزراء بغض النظر عن الشخص الذي يتولى رئاسة الحكومة"، مشيراً إلى أنّ الصورة الجامعة في مسجد "محمد الأمين" وسط بيروت عقب صلاة الجمعة والتي ضمت رموزاً سياسية ودينية من أهل السُّنة، كانت بالغة الدلالة على أن إعادة صياغة حضور ودور المكون السُّني في لبنان، قد بدأت.
ولفت إلى أنّ أولى نتائجها كانت زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى دار الفتوى في منطقة "عائشة بكار" واللقاء بسماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في إعادة لرسم مشهد احترام الدار ودورها كما كان يجري في عهد الرئيس فؤاد شهاب.
واعتبر مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات أنّ غياب الحريري ليس إلا بداية انطلاقة، خاصةً "أن أداء سعد الحريري منذ عام 2010، كان تراجُعياً وبعيداً جداً عن احترام وحماية حضور ودور الطائفة في السلطة التنفيذية أو حتى على مستوى الإدارة الحكومية، بما يتناسب مع حجمها وإمكاناتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية"، وَفْق قوله، موضحاً أيضاً في السياق نفسه أنّ التسوية الرئاسية التي أبرمها الحريري كانت نتيجتها انتخاب ميشال عون رئيساً، وهو ما وصفه بأنّه كان خطوة بالغة التهور وعدم النضج السياسي، لأنّها أوصلت البلد إلى حال الانهيار المالي والعزل السياسي والفلتان الأمني نتيجة هيمنة "حزب الله" والثنائي الحاكم على مقاليد السلطة بأكملها.
وأكّد القطب لموقعنا على أنّ كل ما يشاع عن أن ضغوطاً عربية ودولية أو عن نصائح وُجهت إلى سعد الحريري للاعتزال هي غير صحيحة.
القطب لفت إلى أنّه كما ابتعد الحريري عن الساحة اللبنانية لمدة سنوات في مرحلة ما بعد إسقاط حكومته الأولى، تُركت الساحة اللبنانية والسُّنية في حالة عدم توازُن.
وحول الانتخابات النيابية، اعتبر متحدثنا أنّ إجراءها أمر مطلوب عربياً ودولياً بقوة، مشيراً إلى "أنّ الواقع اللبناني الحالي حتى ما قبل اعتزال الحريري كان يوحي بأن إجراء الانتخابات أمر صعب بل بالغ الصعوبة نتيجة تخوُّف الأكثرية النيابية التي يقودها "حزب الله" من تبدُّل مزاج الناخب اللبناني وخاصةً المسيحي بعد أحداث "الطيونة" والموقف المتشنج للثنائي الشيعي من قاضي التحقيق العدلي في تداعيات انفجار المرفأ طارق البيطار"، مشدداً على أن إجراء الانتخابات يبقى رهن التساؤل السلبي وليس التفاؤل الإيجابي.
وختم القطب حديثه مع "نداء بوست" بالقول: "واقع أهل السُّنة اليوم في لبنان بعد اعتزال الحريري هو الدخول في مرحلة جديدة، للسعي إلى إنتاج قيادات سياسية وطنية جديدة، ويمكن اختصار الواقع السني الحالي بالقول: إن أهل السُّنة اليوم، هم في حالة تحرُّر وانطلاق، وليسوا في حالة إحباط وانتظار".