نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
تعاني معظم المدارس في ريف محافظة درعا من نقص كبير في الكوادر التعليمية الاختصاصية رغم اقتراب الفصل الدراسي الأول على الإنتهاء.
جاء هذا النقص بسبب هجرة عدد كبير من المتخرجين إلى خارج البلاد هرباً من الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية فضلاً عن استقالة العديد من المدّرسين والمدّرسات والتحاقهم بأعمال أُخر لتدني الأجور وعدم كفاية الراتب لمصاريف المعيشة وحاجات المدّرس الأساسية في ظل الارتفاع الجنوني بأسعار السلع والتدهور المعيشي خصوصاً بعد انهيار الليرة السورية مقابل الدولار ونضوب خزينة الدولة.
ولعل توقف المدرّسين ذوو الكفاءة عن مزاولة هذه المهنة أثقل كاهل أهالي الطلاب الذين باتوا يضطرون إلى تعليم أبنائهم عبر الدروس الخصوصية ذات التكلفة العالية في حين وجدت النسبة الأكبر التي لا تستطيع تأمين أجور هذه الجلسات أن العمل لأبنائها في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة أفضل من تعليم فاشل في مدارس النظام.
يذكر أن محافظة درعا كانت من المحافظات السورية المتقدمة في مجال العلم والتعليم حيث أعلنت في عام 2010 محافظة خالية من الأمية ذلك قبل أن يبدأ نظام الأسد انتقامه لانطلاق شرارة الثورة منها وضرب قاعدة المجتمع فيها أطفالها ومراهقيها مستهدفاً قطاع التعليم الذي تراجع مع بدء الثورة إلى أدنى مستوياته وصولاً إلى تدهوره اليوم بشكل كلي.
وكانت قد تعرضت 433 مدرسة للدمار والتخريب جراء المعارك التي دارت في المحافظة على مدى سنوات ولاسيما المدارس المتواجدة في المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة والتي كانت هدفاٍ لطائرات وصواريخ النظام وحليفه الروسي.