رسائل كثيرة حملها التحقيق الصحافي والفيديو الذي نشرته صحيفة “الغارديان” والذي كشف مجزرة التضامن، وهي ليست أول جريمة تُكشَف للنظام السوري، وسوف يُكشف غيرها الكثير، والأكثر هو ما نفذه النظام من جرائم بعيداً عن الكاميرات.
فيديو مجزرة التضامن كشف عن جريمة ارتكبها ضباط وصف ضباط في الجهاز الأمني للنظام، وراح ضحيتها أكثر من 40 شهيداً من المدنيين الذين قُتلوا بأساليب وحشية دون أي جريمة أو جناية اقترفوها ودون محاكمات، ثم أحرق المجرمون الجثث والجرحى والمصابين في مقابر جماعية.
ما كشفته صحيفة ”الغارديان” لا يضيف جديداً، إنما يؤكد حقيقة يعلمها الشعب السوري أولاً، ثم يعلمها المجتمع الدولي بأنظمته ومنظماته الدولية والحقوقية، وهي أنَّ النظام السوري قائم فقط بالسيطرة الأمنية، ويحقق استقراره في الحكم بهذه الانتهاكات الواسعة والمتعمَّدة ليرهب بها الشعب.
تعمَّد النظام في بعض الأحيان ترسيخ هذه الرسالة، ولم يكن لديه مشكلة في تداوُل فيديوهات التعذيب وأخبار الانتهاكات في السجون، لتشكيل هالة الرعب والخوف في نفوس الشعب ومنعهم من أي تحرك أو حتى اعتراض، وكان مطمئناً إلى دعم حلفائه روسيا وإيران ثم الصين لمنع التحرك الدولي ضده.
ما نشرته ”الغارديان” في هذا الوقت حول مجزرة التضامن سيكون مناسبة لاستمرار الموقف الغربي وخاصة الولايات المتحدة في التصعيد السياسي ضد النظام بصفته حليف روسيا أكثر من صفته كمجرم ارتكب الانتهاكات، والموقف الغربي سيكون له تأثير على ملفّ التطبيع العربي مع النظام السوري.