نداء بوست -أخبار سورية- حلب
أثارت ندوة أُقيمت في مدينة عفرين شمال سورية، وأشرف عليها مجلس الكنائس العالمي، وتهدف لمناقشة بنود ومحددات عقد اجتماعيّ سوريّ، غضب واستهجان السوريين على وسائل التواصل، وتساؤلات حول ماهية المجلس ودواعي تغلغله في المجتمع السوري، وبشكل خاص عندما انتشرت صورة إعلانية للندوة تحمل رسم فُهم منه أنه تقليل لقيمة المرأة المحجبة.
ونشر موقع "تلفزيون سوريا" اليوم تقريراً يبحث في قصة الندوة المقامة في عفرين في الـ 28 من الشهر الفائت. ويشير التقرير أن اللوحة واجهة لكتاب صغير، يحمل عنوان "بناة السلام.. الحوار السوري-السوري"، ويحتوي على "دليل مصطلحات ومفاهيم ورقة محددات العقد الاجتماعي"، التي يناقشها المجلس من خلال الندوات في الداخل السوري.
ونقل "تلفزيون سوريا" عن مصادر خاصة "أن الندوة عقدت في عفرين برعاية الشبكة الشبابية بالتعاون مع أكاديمية آفاق، وبالتنسيق مع مجلس الكنائس العالمي، لمناقشة البنود الـ 20 لـ "العقد الاجتماعي السوري".
وأكد أنها ليست المرة الأولى التي يعقد فيها ندوات مثل هذه في عفرين، إذ أقيمت في السابق عدة ندوات بعضها فيزيائية، وأخرى عن بعد، وأن الجلسات السابقة لم يُذكر فيها اسم مجلس الكنائس كما في الجلسة الأخيرة.
وبيّن التقرير أن الشرطة في عفرين فتحت تحقيقاً بالحادثة لمعرفة الحيثيات، واستدعت بعض القائمين على الندوة، لكن الأمر حُل بين الطرفين فيما بعد، إِثر تدخل شخصيات من الحكومة السورية المؤقتة".
ونقل التلفزيون عن مصدر حضر الندوة، أن المجلس قدم مقترحاً لتكون المحددات التي صاغها، ضمن مسودة الدستور، التي يتم العمل عليها عبر اللجنة الدستورية. كما "يناقش المجلس المحددات مع جهات سورية، عبر ورشات أقيمت في المناطق الخاضعة لسيطرة كل من المعارضة السورية، ونظام الأسد، وقوات سورية الديمقراطية".
وأعد مجلس الكنائس العالمي، دليلاً يتضمن شرحاً موسعاً عن مشروع الحوار "السوري -السوري"، وعن مصطلحات ومفاهيم ورقة محددات العقد الاجتماعي، كما يحتوي على مبادئ للعمل، وتوضيحاً لبعض السياقات والصياغات. وكُتب في مقدمته: "إن مشروع الحوار "السوري السوري"، ينطلق من أهمية دور الحوار في حل المشكلات وتقريب وجهات النظر، واستماع كل طرف من الأطراف إلى الطرف الآخر، وأن فكرته تقوم على تسهيل اللقاءات بين السوريين والسوريات من المجتمع المدني والجهات الفاعلة" وفقاً "لتلفزيون سوريا".
وجاء في الدليل، أن "عدداً من الشخصيات السورية، طلبوا من مجلس الكنائس العالمي في النصف الثاني من عام 2012، أن يرعى ويسهل حواراً بين السوريين والسوريات، وهو ما لبّاه المجلس، من خلال تيسيره للقاءات حوارية بين السوريين".
وأسفرت هذه اللقاءات التي يسّرها المجلس بين عامَيْ 2012 و2015، عن صياغة "سردية مشتركة"، بعنوان "وصية الوفاق السوري"، تم فيها تحليل دوافع "النزاع" في سورية وأسبابه، وتصوّر مشترك للحل وتقديم رؤية مشتركة لمستقبل سورية.
وذكر التلفزيون، أنه وفي نهاية عام 2016، تم تطوير الورقة لتصبح ورقة مبادئ حملت عنوان "محددات العقد الاجتماعي السوري"، واقتُرح فيها أربعة مواضيع، هي مبادئ العدالة الانتقالية، ومبادئ العلاقة بين الدين والدولة، ومبادئ للعدالة الاجتماعية، ومبادئ لمنظومة تربوية تعليمية جديدة".
وقال "تلفزيون سوريا": إنه في كانون الثاني 2018، تمت صياغة ورقة تلخص مخرجات عمل فرق البحث حول المواضيع الأربعة المذكورة، ثم اُقترح توسيع مواضيع النقاش في أيّار 2018، ثم تم العمل (في آذار 2019) على دمج النتائج المتوفرة من مختلف المجموعات في ورقة واحدة مؤلفة من 20 نقطة، بعنوان "نحو أسس لعيش مشترك ومحددات لعقد اجتماعي سوري"، وهي الورقة التي يجري مناقشتها حالياً، بين السوريين في مختلف المحافظات -حسب الدليل- والدول المجاورة، وأوروبا.
وعُرضت الورقة على 9772 مواطناً سورياً مـن مختلـف الانتماءات الدينية والعرقية عبر استبيان إلكتروني وبمساعدة فريق من الباحثين الميدانيين. ومن بين المشاركين في الاستبيان 7402 سني و771 مسيحياً و418 علوياً و54 شيعياً و611 درزياً و156 إسماعيلياً و18 مرشدياً.
ومن ناحية الانتماء القومي، كان عدد المشاركين في الاستبيان 7687 عربياً و1312 كردياً و354 تركمانياً و244 سريانياً و88 أرمنياً. ونسبة الحاصلين على شهادة البكالوريوس 58% والثانوية 26% والدراسات العليا 9%.
وكانت نسبة موافقة المشاركين على كل بند من بنود ورقة العشرين تتجاوز الـ 80%.
وفي الردود على القضية المثارة، أصدر المجلس الإسلامي السوري، بياناً نشر "نداء بوست" نسخة منه، رد فيه على مجلس الكنائس العالمي، وأكّد فيه على رفض التدخلات الخارجية في الشأن السوري، وأن مستقبل سورية ينبغي أن يكون بيد أبنائها البررة القادرين على ذلك.
ونقل "تلفزيون سوريا" عن عضو الهيئة العامة بالمجلس الإسلامي السوري، وسام القسوم، أن الندوة التي عقدها مجلس الكنائس العالمي في مدينة عفرين تستهدف بشكل أساسي "هوية المجتمع السوري وعقده الاجتماعي الذي عاش عليه الناس في سورية زمناً طويلاً".
وأشار إلى أن المجلس الإسلامي السوري أصدر سابقاً وثيقة الهوية السورية، التي سعى مجلس الكنائس من خلال هذه الندوة وما نتج عنها للالتفاف عليها، بحسب رأيه.
ويذكر أن مجلس الكنائس العالمي أُسس في عام 1948، ويتضمن معظم الكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية، ومقره في جنيف السويسرية. وبحسب ما ذكر المجلس في موقعه الرسمي، فإنه يُعتبر شركة من الكنائس التي تعترف بـ "يسوع المسيح" رباً ومخلّصاً.
ويجمع مجلس الكنائس العالمي بين الكنائس والطوائف والزمالات الكنيسة في أكثر من 120 دولة ومنطقة في جميع أنحاء العالم، ويمثلون أكثر من 580 مليون مسيحي، وفقاً للموقع الرسمي.
المصدر: "تلفزيون سوريا"