نداء بوست- أخبار دولية- متابعات
في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، نُشرت أمس الأربعاء، وضع العقيد البحري المتقاعد والمؤرخ العسكري الفرنسي ميشيل غويا، احتمالاً بأن تلجأ روسيا إلى حرب العصابات على الطريقة السورية والعراقية.
وقال: إن التعليمات الروسية أوصت منذ البداية بعدم استخدام القوة الضاربة الجوية والبرية للحد من الدمار والخسائر، مؤكداً أنه وبدون هذه القوة الضاربة فإن “الجيش الروسي الذي يعتمد على قوة المدفعية، يجد صعوبة في التقدم، مما يعني طول أمد الحرب، وربما تحوُّلها إلى حرب عصابات على الطريقة السورية أو العراقية”.
وأفاد العقيد بشفافية الحرب إلى حد كبير، والتمكن من تجاوُز البيانات الرسمية التي دائماً “ما تكون خاطئة”، مشيراً إلى وجود مصادر مفتوحة موثوقة نسبياً مثل موقع “أوريكس” (Oryx) الذي يسجل التدمير المؤكد للمعدات الرئيسية، إضافة إلى أشياء على “تويتر” أو من المتخصصين الروس الذين يقدمون معلومات مثيرة للاهتمام.
ولفت غويا إلى أن الخطة الروسية الأولية كانت تهدف إلى إحداث “صدمة عملية”، باستخدام الأسلحة بأسرع وقت ممكن، في جميع الاتجاهات لشن هجوم عالي السرعة والاستيلاء على النقاط الرئيسية عن طريق القوات المحمولة جواً، ثم إسنادها بقوات برية متحركة. وكان الروس يأملون في احتلال كييف واختراق الأراضي الواقعة غرب نهر الدنيبر، وتفكيك النظام الأوكراني قبل ردود الفعل الدولية.
وأضاف العقيد: “لكن هذه الخطة لم تنجح وأخفقت المرحلة الروسية الأولى، رغم إشراك 7 جيوش يضم كل منها من 10 إلى 20 مجموعة من 500 إلى ألف رجل، معلقاً بأن جيشاً واحداً هو ما يستطيع الجيش الفرنسي البري الدفع به كأقصى حد”.
وأكد إيقاف القوات الأوكرانية لمعظم الوحدات الروسية، ومنعها من التقدم الكبير، باستثناء ما كان من الجنوب، معللاً ذلك بمشاكل التنسيق العسكري الروسي، وبأنها أول عملية كبيرة للجيش الروسي منذ سنوات، ولا يمكن أن يتم تنظيمها من دون صعوبة.
وأوضح غويا أن القوات الروسية واجهت مشاكل في توريد الذخيرة والوقود، حتى إن البعض اضطر إلى التخلي عن سياراتهم، ولكنه يتوقع أن ينتقل الروس الآن إلى عمليات أكثر منهجية وتركيزاً للاستيلاء على كييف وخاركيف، مع وصول التعزيزات وزيادة الوسائل المستخدمة.
وعن السيناريوهات العسكرية المحتملة لاحقاً، يقول العقيد المتقاعد: إن القوات الروسية ستركز على احتلال المعاقل الحضرية باستخدام قوة جوية ضاربة كبيرة ومدفعية، مثلما بدأ في خاركيف، كما أن هناك ما يتم تداوله عن استخدام أسلحة حرارية مدمرة، وهو ما يعني تغييراً قد يسير على النمط الذي استخدمته في سورية، مع احتمال قتال في المدن طويل ومدمّر.
ويعتقد غويا أن الروس سيقومون بقصف عشوائي، كما فعلوا في غروزني أو في سورية، حيث يرى أن الفكرة التي يعملون عليها هي تطويق المدن، وخاصة كييف وخاركيف وماريوبول، والضغط عليها ثم اختراق المحاور الرئيسية، إما بقوات خفيفة أو بقوات آلية، ولكنهم حتى الآن قلقون نسبياً بشأن صورة الصراع، وهم يواجهون معضلة الخشية من إثارة السخط، ومن إثارة حماس المقاومة الأوكرانية، وبالتالي لا يعرفون كيف يتصرفون.
وأكد أن ميزان القوى لا يزال لصالح روسيا في الوقت الحالي، وعلى الرغم من أن انتصارهم العسكري هو الأكثر ترجيحاً، إلا أن التوقعات أصبحت متحفظة أكثر مما كانت قبل أسبوع، كما أن الجيش الروسي سيخرج من هذه الحرب منهكاً وغير منظم وقليل المصداقية، بحسب غويا.
المصادر: “لوفيغارو” “الجزيرة”.