نداء بوست-أيهم الشيخ-إدلب
مع ندرة فرص العمل وكثرة اليد العاملة في مناطق شمال غرب سورية يضطر آلاف الشبان للعمل في مهن شاقة ولساعات طويلة بهدف الحصول على مدخول يساعدهم على المعيشة.
ويعاني آلاف العمال في مختلف المهن من العمل لأكثر من 12 ساعة بشكل يومي مقابل أجر زهيد يتراوح بين دولارين إلى أربعة دولارات كحد أعلى.
كما قامت حكومة الإنقاذ خلال عام 2020 بتبديل التعامل من الليرة السورية إلى الليرة التركية وتسليم أجور العمال بالعملة التركية لتفادي انهيار الليرة السورية.
وعلى الرغم من تحويل التعامل بالليرة التركية إلا أن معاناة العمال ما زالت مستمرة بسبب انهيار الليرة التركية في الآونة الأخيرة وعدم رفعها بشكل يتناسب مع الانهيار من قبل أصحاب المهن.
وقال مصطفى المحمد وهو عامل في مهنة مواد البناء إنه "أعمل بشكل يومي من السابعة صباحاً حتى السادسة مساءاً وفي أحيان كثيرة حتى الثامنة مساءاً مقابل أجر يومي يقدر ب40 ليرة تركية اي ما يعادل 3 دولارات".
كذلك أضاف في حديث لـ"نداء بوست": أنه "كنا نتقاضى 30 ليرة تركية عندما كان تصريف الليرة التركية 8.5 وتم رفعه 10 ليرات تركية رغم وصول سعر تصريف الليرة إلى 14 ليرة تركية".
وأشار إلى أن "جميع المواد نقوم بشرائها بحسب الدولار الأمريكي ولذلك نقوم بشراء المواد الغذائية بضعف سعرها قبل انهيار الليرة التركية وهذه الأجور التي نتقاضاها لا تكفي سوى ثمن خبز وبعض الخضروات والمواد الغذائية".
وفي وقت سابق أطلق ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات للجهات المعنية تحت عنوان”ارفعوا أجور العمال” بسبب ما يعيشونه من أوضاع مادية سيئة.
يشكو أحمد السمير من أجره الزهيد حيث يعمل ضمن أحد المطاعم في منطقة سرمدا شمال إدلب ولكنه بنفس الوقت يرى نفسه مجبراً عن العمل بسبب عدم وجود بديل وحاجة عائلته للمصروف الشهري".
وقال أحمد السمير في حديث لـ"نداء بوست": إن "الأجر اليومي للعمل هو 35 ليرة تركية ونحتاج يومياً لثلاثة أكياس من الخبز بسعر 15 ليرة أي أن نصف الأجرة اليومية ذهبت وهناك مصاريف كالمواد الغذائية والدواء والمحروقات حيث نعتمد على التقنين والديون لكي نستطيع العيش".
جدير بالذكر أن غالبية العمال في إدلب يعتمدون على الاستدانة لسد حاجياتهم، كذلك يعتمد القسم الآخر على المواد الإغاثية التي تصلهم للتمكن من كسب قوت المعيشة.