نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
التأم مجلس الوزراء في جلسة استثنائية عقدت الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء.
وبحث المجلس في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته، كما بحث الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية، وأعلن إنشاء مجلس إنماء الشمال.
واستهل عون جلسة مجلس الوزراء بالدعوة إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا الزورق الذي غرق قبالة شاطئ طرابلس.
وقال: “نتقدم بالعزاء إلى أهل الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الناجين، ونأمل معرفة مصير باقي الركاب الذين لا يزال البحث جارياً عنهم”.
وأكد أن “ما حصل في طرابلس آلمنا جميعاً، ولا بد من معالجته من كل النواحي، ولا بد من تولي القضاء التحقيق في غرق الزورق وسط وجود روايات متضاربة، وذلك بهدف جلاء الحقيقة ووضع حد لأي اجتهادات أو تفسيرات متناقضة”.
وخلال الجلسة، قدّم قائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي، وقائد القوات البحرية العقيد الركن هيثم ضناوي عرضاً مفصلاً لوقائع ما حصل مع الزورق معززاً بالوثائق والصور.
ووضعت قيادة الجيش نفسها بخدمة التحقيق في حادثة غرق الزورق في طرابلس.
في السياق، أكد مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، “أن عمليات البحث عن المفقودين ما زالت مستمرة حتى الساعة، منذ وقوع حادثة غرق قارب الهجرة منذ أربعة أيام”.
ولفت إلى “أن فرقاطة يونانية شاركت اليوم في عملية البحث منذ الثالثة فجراً وحتى السابعة صباحاً”، مشيراً إلى أن إدارة المرفأ وضعت كل إمكانياتها بتصرف فرق الإنقاذ والصليب الأحمر، بتوجيهات من وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية.
على صعيد آخر، أبلغ الرئيس اللبناني، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيد سفن كوبمانس، في حضور سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، أن لبنان يدعم أي تحرك أوروبي لإحياء عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002، علماً أن أي حل مستدام لأزمة الشرق الأوسط يبدأ بوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق المستمرة منذ 74 عاماً، وأن يكون الحل عادلاً ودائماً وشاملاً، وقائماً على مبدأ الدولتين وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
واعتبر عون أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي من محاولات لتغيير الواقع على الأرض والتمادي في سياساته الاستيطانية التوسعية لا يساعد مطلقاً على أي محاولة لانعاش مفاوضات السلام، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأضاف: “ولعل آخر ما حصل من تعديات على حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، خير دليل على النوايا الإسرائيلية العدوانية”.
ولفت عون لموفد الأوروبي إلى أن “لبنان الذي دفع غالياً ولا يزال ثمن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يرى أيضاً أن استمرار أجزاء من أراضيه محتلة لا يساعد مطلقاً على البحث في أي عملية سلام قبل انسحاب الإسرائيليين من الأراضي اللبنانية المحتلة، علماً أن لبنان يرحب بأي دور أوروبي في المساعدة على تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من أراضيه”.
وأشار الرئيس اللبناني إلى استمرار الاتصالات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية بما يحفظ حقوق لبنان في الحصول على كامل ثروته النفطية والغازية.
وأثار الرئيس عون مع الموفد الأوروبي مسألة اللاجئين السوريين في لبنان وضرورة تسهيل دول الاتحاد الأوروبي عودتهم إلى بلادهم وتقديم المساعدات لهم فيها، لافتاً إلى أن لبنان “لم يعد يتحمل المزيد من التداعيات السلبية المترتبة على هذا النزوح”.