نداء بوست- السويداء- جورجيوس علوش
قلعة ضخمة في محافظة السويداء، تقع على ارتفاع 1450 متر عن سطح البحر على تل بازلتي، وتشرف على كافة المناطق المحيطة بها حيث تعتلي مدينة صلخد الشهيرة تاريخياً بسم صرخد.
تتربع القلعة على قمة مرتفعة ترى كافة البلدات والمناطق في مرتفعات جبل العرب حتى حوران، وترتبط مع المواقع الاخرى بشبكة من أبراج مراقبة والاستطلاع، وتتميز بالقاعات والممرات والدهاليز والسراديب والأنفاق.
أما أبنيتها فهي قائمة على ثلاثة طبقات، كما فيها أبنية إدارية ومساكن ومسجد، ويحيط بها سوران أحداهما بشكل شبه دائري.
يرجع الكثير من المؤرخين بناء قلعة صلخد إلى أيام الحاكم الفاطمي المستنصر عام 446 هجري.
ومن أهم الشخصيات التي تعاقبت على حكم القلعة، الحاكم السلجوقي تتش471 – 488 هجري، ومن بعده أولاده فالوس وتكين، وفي عام 479 وحتى 522 هجري حكمها الأتابكة وكانت تحت سلطة القائد فخر الدين كمشتكين، ثم المماليك عام 541 هجري. بعد ذلك ضمها حاكم دمشق معين الدين أثر إلى ملكه، ونقلها بعد فترة إلى أمرة قائد الدين بوظان، وفي حكم صلاح الدين الايوبي 571 وبعد انتصاره على الصليبين في معركة حطين سيطر على صلخد عام 583 هجري.
ثم حكمها زين الدين قراجا الصالحي الذي قام بالكثير من الإصلاحات في القلعة عام 601 هجري، ومن بعده حكمها ناصر الدين يعقوب عام 604 هجري. وحتى الآن تظهر نقوش وكتابات تبين اسم عز الدين أيبك تعود لعام 611 – 614 هجري في مسجد القلعة.
ودخلت صلخد قلعتها في حماية الظاهر بيبرس بعد انتصاره على المغول، وكانت من الحصون الهامة، وذلك لموقعها المميز، حيث قام بيبرس بتجديدها وإصلاح الكثير من مبانيها، كما رمم مسجدها، وأوكل أمر الحصن بلبان الأفرم عام 668 هجري، وبعد ذلك في عهد السلطان قلاوون، أولى القلعة أهمية خاصة وعين عليها سيف الدين باسيتي.
وشهدت قلعة صلخد تاريخ حافل بالأحداث وخاصة في هذه المنطقة من سورية، فسكنها الأمراء والقادة والعلماء، وشهدت من الإزدهار الكثير، وعاصرت كافة الأحداث التي مرت على المنطقة.
وعقب انقلاب “حزب البعث” في سورية والاستيلاء على الحكم، حولها النظام السوري إلى ثكنة عسكرية وذلك لأهمية موقعها الجغرافي الكاشف لمحيطها، وعدم استطاعة أحد الدخول إليها باستثناء لباحاتها الخارجية المحيطة بها.