نداء بوست-قسم التحقيقات والمتابعات-دير الزور
تواصل قوات “قسد انتهاكاتها بحق المدنيين المقيمين في مناطق سيطرتها، وكذلك لم توقف ممارساتها بحق حرمة دور العبادة “المساجد”.
وأبرز هذه الانتهاكات كانت بحق الجامع الكبير في مدينة الرقة، والذي يُعرف باسم “الجامع الحميدي الكبير” تم إنشاؤه جنوب شرق مركز مدينة الرقة عام 1897 في زمن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
استولت “قسد” في شباط/ فبراير 2019 على بيت المؤذن الذي يقع داخل حرم الجامع، وألصقت صور قتلى من المقاتلين والمقاتلات التابعين لها على جدران المساحات التي استولت عليها من حرم المسجد، وافتتحت مركزاً يتبع لدار المرأة التابعة لوحدات حماية المرأة YPJ داخل المساحة المُستولى عليها من حرم المسجد.
ومنذ أيار/ مايو 2022 تروّج قسد لنيّتها نقل مئذنة الجامع الأثريّة إلى حديقة متحف مدينة الرقة، بحجة تهالكها واحتماليّة سقوطها في موقعها الحالي.
علماً بأن مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية الكردية كان قد رصد في عام 2018 مبلغاً يقارب 600 ألف دولار أمريكي من أموال إعادة الإعمار المقدمة للمدينة لإعادة ترميم الجامع الكبير ومئذنته، لكن الترميم لم يتم بسبب الفساد.
كذلك كان لجامع السلوم في تل تمر نصيب من انتهاكات قسد ويقع بالقرب من صوامع الأغيبش غرب بلدة تل تمر، استولت عليه قسد بداية 2020، بعد نزوح معظم سكان المنطقة التي أصبحت خط اشتباك بين قسد والجيش الوطني، واستخدمته مقراً لعناصرها، وحفرت أنفاقاً تصل الجامع بصوامع الأغيبش التي يتخذها عناصر قسد مقراً لهم أيضاً، بهدف تأمين حركة العناصر بين الموقعين، كون المنطقة مرصودة نارياً من عناصر الجيش الوطني والجيش التركي.
و كذلك انتهكت قسد حرمة جامع العوجا جنوب بلدة تل تمر والذي يقع في الحيّ الشمالي لقرية العوجا جنوب غرب بلدة تل تمر وهو الجامع الوحيد في البلدة، استولت عليه قسد واستخدمت إحدى الغرف الموجودة في حرمه، مكاناً لإقامة عمال الحفر الذين تستخدمهم قسد في حفر الخنادق والأنفاق في المنطقة، ويوجد قرب الجامع نقطة عسكرية لوحدات حماية الشعب الكردي YPG.
أما جامع بلال بن رباح في ريف منبج الذي يقع في قرية الچات شمال شرق مدينة منبج، وهو الجامع الوحيد في القرية، استولت عليه قسد أواخر عام 2020 وحوّلته لنقطة عسكرية لعناصرها، لقربه الكبير من خطوط الاشتباك بين قسد والجيش الوطني.
وتشهد معظم المساجد الواقعة في مناطق قسد، بالقرب من خطوط الاشتباك مع الجيش الوطني والجيش التركي، لانتهاكات فردية أو منظمّة من قبل عناصر قسد وخاصةً YPG- YPJ، كونهم مؤدلجين فكرياً وعقائدياً بالأفكار الشيوعية التي يعتمدها حزب العمال الكردستاني.
ويتم التركيز على استخدام المساجد لثقتهم المسبقة باستبعاد تعرّضها للقصف، وفي حال تعرّضت للقصف فسيتم استخدامها كمادةً مهمة للضغط والحرب الإعلامية على الجيشين الوطني والتركي.
وخلال شهر آذار/مارس الماضي، أقدمت قسد على إحراق مئذنة أحد المساجد في مناطق سيطرتها بريف حلب احتفالاً بعيد “النيروز” الخاص بالكرد، في خطوة استفزازية أثارت غضب المسلمين في سورية بشكل خاص.
ونشرت شبكات محلية على “فيسبوك” منها “أخبار مدينة الباب” أمس، تسجيلاً مصوراً يظهر مئذنة مسجد قرية شعالة بمدينة الباب، وهي مشتعلة ولوقت طويل خلال ساعات النهار، كخطوة تعبيرية عن “الاحتفال بعيد نيروز”.
و جرت الخطوة بإشعال قسد إطارات بلاسيتكية وغيرها من المواد على مئذنة المسجد في القرية بمحيط مدينة الباب بريف حلب، إضافة لإشعال الميليشيا النيران في بلدة الشيوخ شرق حلب، والتي هجّرت سكانها خلال عملياتها الإجرامية منذ عام 2015.
وتكررت انتهاكات قسد وعناصرها بشكل لافت خلال السنوات الماضية تجاه السكان والعادات والتقاليد الشعبية والمساس بالمقدسات الدينية ولاسيما المساجد والشعائر، بما يتشابه مع ميليشيات إيران التي عملت على إثارة مشاعر المسلمين السُنة في سورية منذ قدومها قبل نحو عقد من الزمن من خلال احتلال المساجد ورفع الشعارات الطائفية عليها وتدمير في بعض الأحيان.
كما عمدت قسد إلى اتخاذ العديد من المساجد كمقرات عسكرية لها في مناطق شرق الفرات، إضافة لطرد وتهجير السكان واستحلال منازلهم وأملاكهم وكَيل التهم العشوائية للمدنيين واعتقالهم بموجبها، وممارسة التعذيب الوحشي في معتقلاتها والتي وصلت للموت تحت التعذيب.