اتضح أن تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي هو المسؤول عن تفجير شارع الاستقلال في إسطنبول، وسأشارك معكم هذه التغريدات التي انتشرت بعد التفجير:
أولئك الذين فرضوا حظرًا على البث بحجة عدم انتشار الذعر بين الشعب فهم يخيفون الجميع أكثر بقمع جميع وسائل الإعلام” “لا لتقويض حرية الشعب في تلقي المعلومات، لا لتخويف الأمة ”
هذه التغريدات كتبها شخص هو الآن رئيسًا لأحد الأحزاب وتقلد منصب وزير سابقًا -ذكر اسمه ليس ضروريا-. يتضح من هذه التغريدة الذي نشرها هذا الشخص حول تقييد البث أن هدفها إحداث إحداث بلبلة وخلق للشعب صورة أن هناك فراغ في السلطة وأن قراراتهم مثيرة للجدل.
من جهة أخرى لو أن عملية إلقاء القبض على مرتكبي تفجير إسطنبول قد استغرقت وقتا، فيتضح من التغريدات السابقة لهؤلاء الأشخاص أن منشوراتهم الجديدة كانت ستكون حول اتهام الجهات المعنية في الدولة بالتقصير وبالتالي اتهام رئيس الدولة بعدم الكفاءة والبطء في العثور على المتورطين.
قُتل ستة أشخاص وأصيب 83 آخرين في تفجير تقسيم الإرهابي الذي نفذه تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي. لم يعد أحد يخمن ما الخطر والهزيمة والفتنة والرسالة التي أراد أولئك الذين يريدون إرهاق الدولة إيصالها بعد هذا الحادث الدموي.
نظرًا لأن هذا العمل الإرهابي عبارة عن خطة تم رسمها بعقلية أمريكية، والمواد المصنوعة للتفجير كانت مادة تي ان تي الأمريكية ونفذت من قبل أشخاص مدربين في الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو من الطبيعي للوهلة الأولى أن تكون ردود الأفعال بهذا الشكل من قبل المؤسسات والأفراد المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية.
إن العار يلاحق أولئك الذين يعلقون آمالهم في الوصول إلى السلطة عن طريق دعم حزب مخفي تحت الطاولة السداسية، أي يعلقون آمالهم على هذا الحزب الذي يعد امتدادا للتنظيمات الإرهابية، وبالتالي يعتبرون أنفسهم المسؤولون عن حمايته ودائرة العداء التي يشاركون فيها طواعية تبتسم لهم بأبشع وجه لها.
ما هي اللعبة التي تُحاك؟
خطة بريطانيا في إنشاء مناطق مضطربة من خلال اتفاقية سايكس بيكو – التي سيتم تنفيذها أيضًأ في السنوات المقبلة – ضمنت هيمنتها على جغرافيتنا عن طريق تطبيق الفتنة بدلاً من جلب قوات بحرية وعسكرية إلى المنطقة. كما أن هذه الخطة جنت ثمارها من خلال الاحتلال الأمريكي للعراق والحرب الأهلية السورية بعد مائة عام من الاتفاقية.
تتمثل الوعود بإعطاء السلام والحرية لشعوب المنطقة ومن ثم تخليص المنطقة من التنظيمات الإرهابية في الاستيلاء على جميع موارد الطاقة وحماية هذه الموارد عبر التنظيمات الإرهابية التي تم تشكيلها من قبل الولايات المتحدة لهذا الغرض، وسرعان ما تم فهم هدفهم. اتضح أن الخطة الأكبر كانت لاستكمال الاحتلال الذي دام قرنًا من الزمن ومن أجل السيطرة على تركيا والتحكم بها، ولا سيما أنها تمثل الإرث العثماني.
ولمواجهة جهود تركيا في تأمين حدودها الجنوبية، قامت الولايات المتحدة بتشكيل خط مكون من تنظيم بي كي كي الإرهابي ومشتقاته وقدمت الأسلحة والأموال والخبرات. كما أنشأت قواعد عسكرية لها في بلغاريا واليونان في حال عدم اكتمال خطة تركيع تركيا. وكانت هذه القواعد مزودة بأسلحة ثقيلة ضد تركيا.
الولايات المتحدة، التي تقدم الدعم لليونان تارة وتحرض تنظيم بي كي كي الإرهابي ومؤيديه في الداخل تارة أخرى تثبت أنها دولة إرهابية في المنطقة المضطربة التي أنشأتها بريطانيا منذ مائة عام.
وتشير التحليلات أن تقديم الولايات المتحدة الدعم لأعضاء الطاولة السداسية وتنظيم بي كي كي الإرهابي والحزب الذي يمثله في السياق والأسلوب الذي ذكرناه أعلاه يتوافق مع مسألة السيطرة على تركيا. وعلى الرغم من أنه قد يبدو للوهلة الأولى بسيطًا أنهم يقدمون الدعم لأعوانهم ووسطائهم لكنهم بالمقابل يدعمون كل الحركات السياسية التي تضر بتركيا ويحاولون زيادة هذا الضرر من خلال الفتنة.
لا أحد يشك في أن تركيا قوية. ومع ذلك، فإن هذه القوة لا تتشكل فقط من قوات الجيش والأمن لكن تتشكل من وحدة وتضامن الشعب.
ولهذا السبب، فإن حقيقة أن الناس يقفون إلى جانب دولتهم في الأوقات العصيبة، وأنهم يحمون بقاء دولتهم التي تمثل بقائهم، هي المسألة التي تسعى الولايات المتحدة وأنصارها استهدافها وتكثيف الهجمات عليها.
الشر موجود مع الشر. ومن الضروري المطالبة بالحماية من الشروتشكيل الهياكل المختصة بذلك وإبقائها متيقظة باستمرار.
لكن المكاسب الحقيقية هو أن نكون متحدين ومتضامنين مع وعي دولتنا دون أن يهزمنا أو يهزنا هذا الشر.
بقلم: عمر لاكاسيز / المصدر: يني شفق