نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
تحلّ الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية هذا العام على وَقْع أزمة اقتصادية وانهيار مالي يعيشه لبنان الذي يستضيف حوالَيْ مليون لاجئ سوري، فرّوا منذ تطوُّر الأوضاع في الداخل السوري من بلدهم، باحثين عن مكان يأويهم من بطش النظام وجرائمه.
يستذكر اللاجئون السوريون ذكرى ثورتهم هذا العام، وهم يعيشون ظروفاً صعبةً جداً، في بلد يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم.
“أسعد” لاجئ سوري من مدينة درعا مهد الثورة، لجأ إلى لبنان مع بداية عام ٢٠١٢، يقول لـ”نداء بوست”: “أتيت وعائلتي إلى لبنان بعد تطوُّر الأوضاع في سورية، جراء الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، وبطش قواته”، لكننا اليوم نعيش أسوأ ظروف الحياة، نعيش أوضاعاً مأساوية للغاية، لا نملك المال، ولا الدواء لأطفالنا، بِتْنا مهددين بأمننا الغذائي، حتى بِتْنا فاقدين لحرية التعبير عن آرائنا، ونتعرض للمضايقات من بعض المجموعات الموالية للنظام، وبعضنا يُلاحق من قِبل القوى الأمنية، بحجة الدخول بطريقة غير نظامية، أو عدم وجود أوراق ثبوتية.
وفي ذكرى الثورة الذي كان أول مَن خرج في مظاهراتها مطالباً بالحرية والعدالة، يقول أسعد: “تآمر العالم كله ضد الشعب السوري الذي كان أول مطالبه أن يعيش بكرامة وحرية”.
ويضيف: إن أقصى ما يتمناه أن يعود وعائلته إلى بلده، ويعيش بأمان وكرامة، وإخراج كل المرتزقة والميليشيات التي تحتلّ الأراضي السورية.
الناشط السوري (م.ع) يشير إلى أن اللاجئين السوريين في الذكرى الحادية عشرة للثورة، ما زالوا متمسكين بمطالبهم المحقة التي خرجوا من أجلها في أول مظاهرة، وما زالوا مصرّين على التخلص من النظام المجرم الفاسد، الذي قتل الأطفال، وشرّد السوريين من بيوتهم، ودمّر البلد، وأدخل الميليشيات المسلحّة وسلّمها البلد.
وتحدّث الناشط السوري عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون في لبنان، خاصة في العامين الماضيين، في ظل الانهيار المالي والاقتصادي الحاصل، والغلاء نتيجة ارتفاع الدولار أمام الليرة في الأسواق، مشيراً إلى تراجُع في المساعدات التي كانت تقدمها الجمعيات والهيئات الإغاثية.
وشدّد الناشط السوري على رفض الشعب السوري مبدأ التوطين، مؤكداً على تمسُّكهم بالعودة إلى بلدهم، عودة آمِنة وكريمة.