نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
عَقْدٌ من الزمن مرّ على قتل نظام الأسد للصحفية الأمريكية ماري كولفين والمصور الصحفي الفرنسي ريمي أوتشليك جراء قصف قوات النظام لأحد أحياء حمص في عام 2012 الماضي، وذلك أثناء محاولتها نقل حقيقة ما يدور من أحداثٍ، وقتلٍ بحقّ المدنيين الذين ثاروا على النظام الحاكم مع بداية الثورة السورية.
وعلى الرغم من فتح السلطات الفرنسية لتحقيق رسمي بمقتل مواطنها “ريمي، والصحفية الأمريكية ماري” إلا أنه لم يصدر حتى الآن أي نتائج ملموسة بما يخصّ توجيه اتهامات مباشرة للضباط المسؤولين عن قصف المبنى الذي كان يضمّ نخبة من الإعلاميين، والصحفيين الأجانب داخل حي بابا عمرو وسط محافظة حمص.
وطالبت منظمة “صحفيون بلا حدود” السلطات الفرنسية بالمضيّ قُدماً بتحقيقاتها حول الاستهداف المباشر للصحفيين، ومحاسبة المتورطين بعملية القصف التي أودت بحياة الصحفية الأمريكية والمصور الفرنسي، إضافة لإصابة الصحفية “بوفييه” الموفدة لصالح جريدة “لوفيجارو” الفرنسية، والمصور البريطاني بول كونري بالقصف ذاته.
وعملت الصحفية “ماري كولفين” كمراسلة للشؤون الخارجية ضِمن صحيفة Sunday Times البريطانية لأكثر من سبعة وعشرين عاماً، غطّت خلالها العديد من المعارك، والحروب الأهلية، وتحدثت خلال أحد لقاءاتها التي أجرتها من مدينة حمص أن ما تشهده سورية من أحداث بشكل عامّ، والقصف الذي يتعرض له المدنيون في حمص بشكل خاص هو أسوأ ما شاهدته خلال فترة عملها كصحفية على الإطلاق.
وبعد أربعة أعوام من مقتل الصحفية ماري اتهمت عائلتها رئيس النظام بشار الأسد بالوقوف وراء عملية اغتيالها بتنسيق مشترك مع شقيقه ماهر الأسد، والذي أعطى أوامره لعدد من الضباط لمراقبة الاتصالات الخلوية، وأجهزة الإشارة الخاصة بالإنترنت لتحديد موقع تواجُد الصحفيين داخل حي بابا عمرو المحاصَر بشكل دقيق.
وأصدرت المحكمة الأمريكية في عام 2019 الماضي حكماً يشير إلى ضلوع حكومة الأسد بمقتل “ماري” بشكل مباشر، وحكمت بدفع مبلغ 300 مليون دولار أمريكي كتعويض لعائلة ماري، ليتنصل بشار الأسد من التهمة الموجَّهة إليه وذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها خلال لقاء صحفي قال فيه: إن ماري دخلت البلاد بطريقة غير مشروعة، وتُعَدّ مسؤولة عن كل ما حدث لها.
وتجدر الإشارة إلى أن الصحفية ماري نقلت للعالم صورة جليّة لما دار من أحداث خلال فترة تواجُدها في محافظة حمص، حيث أكّدت خلوّ حي بابا عمرو من الإرهابيين الذين تذرّعت قوات الأسد بملاحقتهم، بل وأكّدت في تقاريرها أن كل من صادفتهم هم أشخاص مدنيون داخل حي شعبي فقير، وأن القصف الذي يستهدف المنطقة يصبّ بشكل مباشر على الأطفال والنساء والرجال الذين حاصرتهم قوات النظام لفترة ليست بالقصيرة.