مع دخول عام جديد ومع اقتراب إتمام الثورة السورية عامها “الثاني عشر” والوقوف على عتبات عامها” الثالث عشر” يدخل “فرعون” العصر المجرم “بشار الأسد” وراثته الغير شرعية عامه “الثاني والعشرين” في حكم سورية، هذا الحكم الذي ما أتى إلا “تتويجا” واستمراراً للنهج القمعي الذي حكم فيه أبيه، حيث رزحت “سورية” تحت حكم الأب الاستبدادي الطائفي البغيض.
مايقارب من”30″ عاماً، بدأها رئيساُ قمعياً متسلطاً، وحاكماً شمولياً للجمهورية العربية السورية في “22” شباط “1971” ولم ينهيها إلا الموت الذي داهمه في “العاشر” من حزيران “2000”.
مات حافظ الاب رغم كل “الهائلة” والشعارات الفارغة المفروضة التي كرهتها وملتها ألسنتنا ومسامعنا وعيوننا وأحسيسنا، لابل وحتى جدران “مدارسنا” (قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد وبالروح بالدم نفديك ياحافظ) فكانت أشبه بفروض”الصلاة” اليومية في المدارس والمعامل والاجتماعات، بل والجيش والقوات المسلحة والفروع الأمنية والشرطية بكافة ألوانها واختصاصاتها، حتى ساعة إعلان موته، ولو استطاع شبيحة الأسد حينها أن يجعلوا “العصافير” و”الغربان” “تزقزق وتنعق” فيها لفعلوا.! أما بعيد أن أصبح يضمه قبر جعله الشبيحة تكية ومزارا فأصبح الشعار البديل” قائدنا إلى الأبد القائد الخالد حافظ الأسد” ، و”الله” وسوريا وبشار وبس”، والأسد أو نحرق البلد، وغيرها من “خزعبلات” وشعارات هذا النظام الفاجر .!!
الثورة والوارث القاصر :
لا أريد الخوض في هذا المقال كثيراً في الكيفية التي تسلم الوارث حكم المورث، فالغالبية ممن اقتربوا من سن الأربعين، يعون ويدركون كيف فُبْرِكَتْ واتُخِذَتْ وَهُيئَتْ خلال ساعات قليلة، كل الاجراءات والتجهيزات الأمنية لعصابات وضباط وأركانات الحرس القديم، والمنتفعين ومجلس المصفقين المحسوبين على( الشعب) وهم أبعد مايكون عن هموم هذا الشعب وآلامه وأوجاعه، لاجتماع كل هؤلاء لنقل السلطة للوارث القاصر طبعا بعد ترقيته و”تقفيزه” وبلا أية حواجز وعوائق قانونية وأخلاقية إلى رتبة “فريق”! كرمى لإجرام أبيه ودمويته، واستمراراُ لعهده ونهجه، وعليه فلا يخفى على أحد فقد تم لأجل هذا القاصر تغيير و(قص ولصق) فقرة من دستور البلاد متعلقة بسن المرشح لرئاسة الجمهورية، لتصبح “34”عاماً بدلاً من “40” عاماً لتتناسب مع مقاسه وعمره مراهقته السياسية..!؟.
اللافت والمستهجن في هذا و منذ بدايات الثورة لأشهرها الأولى تأكيد الأسد بأن حكمه الرشيد يتعرض “لمؤامرة كونية” ومكائد خارجية، والشعب السوري مع كل حراكه الثوري السلمي ومع كل المذابح والمجازر التي ارتكبت بحقه، إنما يؤدي فيها دور “الكومبارس” بل ويعرض نفسه للاعتقال أو القتل مقابل سندويشة فلافل و 500 ليرة (حسب إدعاءات النظام وإعلامه) ..؟!.
لاشك أن هذه المقولة ( المؤامرة الكونية) أدخلها في رأس “بشار الأسد” الإيرانيون وحزب اللاة وأتباعهم، من المستفيدين من ديمومة نظام الإجرام الأسدي وذلك لتبرير تمسكه بالكرسي الدموي الموروث و التشبث فيه، وعدم التنازل عنه والاستعداد مع جيشه وأمنه ومرتزقته لأجل هذا ارتكاب أبشع أنواع القتل والتدمير والإنتهاكات والجرائم الإرهابية، التي ماعرفت الإنسانية أبشع منها أو مثيلاً لها، جرائم وإرهاب يندى له ويتعرق جبين “فرعون”مصر قبل نيرون” روما ومخلوقات الجن قبل الإنس…!
” 22″ عاماً ونظام الأسد المجرم لازال يتمادى حتى في خطابات القمع والتعنّت، وجر البلاد للإنغماس أكثر في مسار “حرب مفتوحة ” سعياً للحفاظ على “عرشه” المصبوغ بدم السوريين، والأبشع والأقذر من ذلك استقدامه حزب اللاة” اللبناني و” مليشيات إيران “ومرتزقتها، والإستعانة بالإحتلال الروسي وجبروته وقضه وقضيضه، ليتفنن معهم طيلة 12” عاماً في أساليب قمع وإذلال السوريين وتشريد هم. وقهرهم وتهجيرهم، و استخدام كل أنواع الأسلحة التدميرية والمحرمة للبطش بالشعب الصابر الذي صمد وتابع بلاخوف ولاوجل ثورته، حتى لم يعد يجد هذا “السفاح ” مع السوريين إلا أسلوب (غروزني) الأرض المحروقة، التي تمكن خلالها فقط مع مرتزقته وبقايا قطعان جيشه المهلهل والمحتل الروسي، من السيطرة على المناطق التي حررت سابقاً بدماء آلاف من الشهداء! .
هل يستطيع الأسد ونظامه بعد كل جرائمه ونظامه حكم سورية..؟
لقد ارتكب الأسد الإبن كما أسلفنا وعلى كل الأصعدة الكثير من الجرائم ضد الشعب السوري، على مدار سنوات حكمه الاثنان والعشرون وبالأخص في سنوات الثورة “الإحدى عشرة العجاف” التي قامت ضده، لدرجة يمكننا معها القول_ إنه لم يبق مجال في الحياة السورية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لم تصبه، أو تنعكس عليه هذه الجرائم وآثارها، وللأسف يأتي هذا كله وسط اعتقاد هذا المجرم وداعميه أنه قد تجاوز نهائياً احتمالية فرضية السقوط المدوي، وأنه سينجح مع” روسيا وطهران” وبعض العرب في مساعيهم من أجل التطبيع معه وإعادته إلى الجامعة العربية والمنطقة والعالم..
لاشك أن المجتمع الدولي عموماً والروس خصوصاً يدركون ويعون جيداً أن نظام الأسد لن يستطيع إعادة “تدوير” نفسه، وحكم البلاد، وإعادة الاستقرار والأمن لسورية، وذلك لعدة اسباب لعل من أهمها:
الملاحقة التي سيتعرض لها مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية، الأمر الذي يعني أن طموحات الأسد ونظامه للهروب من المحاسبة على جرائمهم، ليست سوى أوهام.!
أصبح هناك بعد كل هذا الإجرام والإرهاب الذي ارتكبه رأس النظام ثأراً لن ينسى بسهولة لملايين السوريين من النظام وجيشه وأمنه، وسيدفع هذا النظام المجرم فاتورته بشتى السبل والأشكال المتاحة والتي ستتاح مستقبلاً لعامة الشعب.!.
تكبدت طائفة النظام وشبيحته الكثير من الخسائر البشرية، و خاصة في صفوف القيادات المجرمة الإرهابية التي كان يعتمد عليها في إبقاء الشعب السوري تحت نير العبودية بأساليب قمع ماعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً !
بعد كل تلك الفترة من المعارك و الإستنزافات، فقد أصبح جيش النظام عبارةً عن بقايا جيش “مهلهل”، وميليشيات “مرهقة” لاإنضباطية متناحرة، متعددة الولاءات والتبعيات( روسيا إيران)، تعودت على كل أنواع الموبقات المخدرات و التشليح والتعفيش وتجارة الأسلحة والممنوعات وغيرها! .
الأزمات الداخلية والاقتصادية والمعنوية والنفسية والإنهيار الكبير في قيمة الليرة السورية، التي أصبح يعاني منها الشعب السوري الجريح، وانعدام أبسط الخدمات الأساسية الضرورية، والتي تحتاج إلى فترات طويلة ومئات مليارات الدولارات لتأمينها أو إعادة ترميمها. !
إعادة الإعمار لأكثر من نصف سورية التي دمرها النظام وجيشه، والتي ستكلف أيضاً مئات المليارات من الدولارات، وحاجتها لوقت طويل للإنتهاء، هذا إن كانت ستبدأ أساساً في ظل حكمه، ناهيك عن التهاوي والهبوط في العملة الوطنية للبلاد .!
نتيجة الخوف والهلع من القادم ومما اقترفت أيادي رأس النظام وقواته وميليشياته الطائفية، فلن يستطيع أبناء طائفة النظام من مدنيين وعسكريين وموظفين وعملاء كسابق عهدهم في غزو المحافظات السورية( درعا، دير الزور إدلب، حلب) .. إلخ وممارسة نشاطهم الوظيفي والتجسس على أهاليها وإرهابهم!
ختاماً… الوقائع تقول إنه من الصعب إن لم نقل المستحيل على الصين وروسيا وإيران ونظام الإجرام ومن لف لفهم بمحاولاتهم وبعد كل تلك التضحيات، أن يفرضوا إرادتهم على الشعب السوري، أو إعادة سورية وشعبها كسابق عهدهم إلى حظيرة العبودية التي انتفضوا وثاروا عليها، وضحوا لأجل الخلاص منها بالغالي والنفيس، ومقدمين مئات الآلاف من الضحايا الشهداء والجرحى والمعتقلين فانتظروا أنا منتظرون…!!