رفعت شركة "وتد للبترول" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" أسعار المحروقات في مناطق وجودها في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك للمرة الثالثة خلال أسبوع.
وبحسب النشرة اليومية التي تصدرها الشركة لأسعار المحروقات، فإن ليتر المازوت المستورد أصبح بـ5.91 ليرة تركية، بعد أن كان 5.77، وليتر البنزين بـ6.16 ليرة، بدلاً من 6.1، كما ارتفع سعر أسطوانة الغاز إلى 87 ليرة عوضاً عن 85 ليرة.
وبررت الشركة الارتفاع الجديد في الأسعار بـ"انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي"، في حين كانت قد أرجعت رفع سعر المحروقات في وقت سابق إلى "غلاء المواد من المصدر".
وأثارت تلك القرارات استياء الأهالي والمقيمين في محافظة إدلب، والذين يشكل النازحون والمهجرون النسبة الأكبر منهم، بسبب الارتفاعات المتكررة، واختلاف الأسعار عن مناطق ريف حلب الشمالي بشكل كبير، واختلاق "وتد" لأعذار غير مقنعة.
وأشار "محمد العبد الله" وهو مهجر من ريف حمص إلى إدلب إلى أن "ارتفاع أسعار المحروقات يؤثر على أسعار جميع السلع، وينعكس بشكل سلبي على حياة المقيمين في المنطقة الذين يعانون أصلاً من وضع معيشي سيء".
وانتقد "العبد الله" في حديث لموقع "نداء بوست" قيام شركة "وتد" برفع سعر المحروقات "بسبب انخفاض بسيط طرأ على قيمة الليرة التركية، وعدم قيامها بتخفيض سعرها عندما تحسنت العملة التركية قبل أسابيع".
واتهم محدثنا "وتد" باستغلال الأهالي المقيمين في إدلب، من خلال تفردها بسوق المحروقات وعدم وجود منافس لها، وتحكمها بالأسعار، معتبراً أن "الشركة تريد تعويض الخسائر التي لحقت بها جراء القصف الروسي مؤخراً من جيوب المدنيين".
ومع غلاء المحروقات اضطر التجار إلى رفع أسعار جميع المواد، وقد بدا ذلك جلياً خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصل كيلوغرام البندورة في إدلب إلى 7 ليرات تركية، وفقاً لـ"محمود إبراهيم" أحد مزارعي بلدة "تلعادة" بريف حلب الغربي.
وأوضح "إبراهيم" في حديثه لموقع "نداء بوست" أن الارتفاعات المتتالية للمحروقات أجبرته على رفع أسعار منتجاته الزراعية، بسبب اعتماده على الديزل في الري، محذراً من أن استمرار شركة "وتد" بهذه السياسة سيؤدي إلى زيادة الأوضاع سوءاً خاصة مع دخول فصل الصيف حيث تكثر الحاجة للسقاية.
وأضاف أن "تأثير هذا الارتفاع سينعكس على أصحاب المهن من مزارعين وصناعيين وغيرهم، إلا أن الخاسر الأكبر سيكون المواطن العادي الذي سيتحمل الضرر الأكبر بسبب الزيادة التي ستلحق بأسعار جميع المواد بدءاً من ربطة الخبز وبرميل المياه".
ورصد مراسل "نداء بوست" في إدلب أبرز السلع التي تأثرت بارتفاع المحروقات، وجاءت الخضروات في مقدمتها، إلى جانب قيام بعض الأفران بتخفيض وزن ربطة الخبز عوضاً عن رفع سعرها، كما ارتفع سعر خزان المياه سعة ألف ليتر إلى أكثر من 20 ليرة تركية، إضافة إلى المواصلات و"أمبيرات" الكهرباء.
تجدر الإشارة إلى أن شركة "وتد" تعتبر الجهة الوحيدة التي تستورد المحروقات في محافظة إدلب، الأمر الذي يجعلها عرضة دائمة للانتقادات والاتهامات بالاحتكار والاستغلال، ويعزز تلك الروايات غياب الشركات المنافسة التي يساهم وجودها في خفض الأسعار.