نداء بوست – أخبار سورية – حلب
أطلقت الشرطة العسكرية في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، بالتعاون مع القوى الأمنية، حملة لملاحقة خلايا تنظيم "داعش" المتورطة بعمليات تفجير في المدينة.
وقال مراسل "نداء بوست": إن الحملة انطلقت الليلة الماضية، وتم خلالها اعتقال عدد من عناصر التنظيم، بعد الاشتباك معهم، مشيراً إلى أن المدينة شهدت استنفاراً أمنياً كبيراً وانتشاراً لعناصر الشرطة على المداخل والمخارج والطرق الرئيسية.
وشهدت المدينة يوم الخميس الماضي انفجار عبوة ناسفة مزروعة في سيارة مدنية في الحي الشمالي على مقربة من مبنى "المواصلات" ما أدى إلى مقتل شخصين، بالتزامن مع تفكيك عبوة ناسفة أخرى قبل انفجارها بالقرب من جامع "الجندي" وسط المدينة.
وفي ذات اليوم، وقع انفجار ثانٍ نفذه انتحاري في الكراج الرئيسي وسط مدينة "الباب"، وثالث نفذه انتحاري أيضاً عند دوار "كاوا" وسط مدينة "عفرين" بالقرب من مقر لـ"جيش الإسلام".
وجاءت هذه التفجيرات بعد انقطاع نسبي لفترة استمرّت 6 أشهر تقريباً؛ حيث لم تشهد مناطق انتشار الجيش الوطني السوري بريف حلب حوادث مماثلة، وهي التي تتعرّض بين فترة وأخرى للاستهداف الأمني من قِبل "قسد" وتنظيم "داعش" والنظام السوري على حدّ سواء.
وأرجع "مركز جسور للدراسات" أسباب هذا الانقطاع إلى النجاح النسبي الذي حقّقته غرفة القيادة الموحَّدة منذ تشكيلها في تموز/ يوليو 2021، في تقليص حجم الفوضى الأمنية نوعاً ما ضِمن مناطق عملياتها، لا سيما أنّ "عزم" تأسّست بناءً على توحيد عمل المكاتب الأمنية بين الفصائل، التي جعلت من قضايا الاختراق الأمني في مقدّمة أولوياتها.
وقال: "يُمكن الْتِماس ذلك من خلال الحملات التي قام بها الجهاز الأمني التابع لها في قطاعات «الباب» و«أعزاز» بين تموز/ يوليو، وتشرين الأوّل/ أكتوبر من العام الماضي".
كما أشار إلى أن تنظيم "داعش" يلجأ عادة إلى تخفيض حجم أنشطته الأمنية في المناطق التي تشهد حملات مكثّفة، مثلما فعل في شرق الفرات عام 2021، فإنّ ذلك سيكون أكثر ضرورة في مناطق المعارضة السورية التي يعاني فيها أصلاً من انقطاع خطوط الإمداد والاتصال.
ويرى المركز أنه لا يُمكن القول: إنّ المشهد الأمني في مناطق المعارضة السورية شمال حلب بات أكثر انضباطاً عمّا كان عليه مسبقاً؛ وذلك لعدم اكتمال مشروع دَمْج المكاتب الأمنية ولانسحاب بعض الفصائل من مشروع القيادة الموحَّدة، إضافةً لاكتفاء بعضها الآخر بآليات التنسيق دون الدمج الكامل، هذا عدا وجود ثغرات مستمرّة تحتاج معالجتُها إلى تكاليف كبيرة مالياً ولوجستياً.
وفي الوقت ذاته، أكد المركز أن عودة التفجيرات لا تدلّ بالضرورة على تراجُع أداء الإدارة الجديدة للملف الأمني في مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب، لكنّها تعني أيضاً وجود قدرة على تحيُّن الفرصة والظروف لاستمرار تنفيذ الهجمات بصرف النظر عن الطرف الذي يقف خلف التنفيذ. وبالتالي، إظهار الرغبة في إضعاف الثقة بإمكانية ضبط المشهد الأمني في المنطقة.
وتابع: "لذلك، ستكون قدرة المعارضة على مُواجَهة التحدِّيَات الأمنية أكثرَ صعوبةً، لا سيما أنّ تنظيم «داعش» قد يمتلك فرصة جديدة لتعزيز وصوله لمناطق سيطرتها شمال حلب، بعد تزايُد أعداد العناصر الذين أطلقت «قسد» سراحهم منذ كانون الأوّل/ ديسمبر 2021، مقابل تقليص حجم العمليات ضِمن مناطقها وتأمين طريق لهم خارجها".