نداء بوست- أخبار دولية- موسكو
اعترفت وزارة الدفاع الروسية بالخسائر التي لحقت بقواتها جراء غرق الطراد “موسكفا”، بعد استهدافه من قِبل القوات الأوكرانية في 13 نيسان/ إبريل الجاري.
وقالت الوزارة في بيان يوم أمس الجمعة: “نتيجة حريق أُصيب الطراد موسكفا بأضرار بالغة بسبب انفجار الذخيرة، ولم تؤدِّ محاولات إطفاء النيران إلى نتائج”.
وأضافت: “أثناء مكافحة الحريق، توفي جندي وفُقد 27 من أفراد الطاقم، وجرى إجلاء 396 عسكرياً من أفراد الطاقم، والذين نُقلوا من السفينة إلى سفن أسطول البحر الأسود في المنطقة وتم نقلهم إلى ميناء سيفاستوبول”.
وفي الرابع عشر من الشهر الجاري، أعلنت أوكرانيا استهداف الطراد الروسي بصاروخين، وقال حاكم منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، مكسيم مارشينكو: إن “صواريخ نبتون التي تحمي البحر الأسود ألحقت أضراراً بالغة جداً بالسفينة الروسية.. المجد لأوكرانيا”.
من جانبه، قال المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش: إن “مفاجأة أصابت السفينة الرئيسية في أسطول البحر الأسود الروسي”.
وأضاف: “إنها تحترق بقوة، الآن، وفي هذه الظروف الجوية العاصفة لا نعلم ما إذا كان سيكون بإمكانها تلقي المساعدة، هناك 150 شخصاً على متنها.. لا نفهم ما الذي حدث”.
ونفت روسيا الرواية الأوكرانية تلك، وزعمت أن الطراد غرق إثر “فقدانه توازنه أثناء سحبه إلى ميناء المقصد، بعد انفجار ذخيرة ألحق أضراراً به”.
ويبلغ طول الطراد “موسكفا” 186 متراً وسرعته 59 كيلومتراً في الساعة، بمدى يصل إلى 19 ألف كيلومتر، ويحمل مروحية عسكرية، فيما يبلغ عدد طاقمه 510 أفراد.
وتنتمي هذه السفينة إلى فئة “سالفا” وهي من فئات طرادات الصواريخ الموجهة.
وتعتبر “موسكفا” ثالث أضخم سفينة عاملة في الأسطول الروسي وإحدى أهم وحداته شديدة التحصين.
وكانت روسيا قد استخدمت هذه السفينة الحربية في تدخلها العسكري في سورية، كظهير بحري للقوات المتمركزة في قاعدة حميميم.
كما تحمل السفينة نظام دفاع جوي ثلاثي المستوى، والذي يتيح حال تشغيله بشكل مناسب ثلاث فرص للتصدي لأي هجوم بصاروخ نبتون.
كذلك تحمل على متنها أكثر من عشرة صواريخ فولكان المضادة للسفن، وعدداً من الصواريخ المضادة للغواصات، وأسلحة طوربيدات.
ويمكن لـ”موسكفا” الاستعانة بستة من أنظمة الأسلحة التي تُستخدم للكشف عن الصواريخ قصيرة المدى وتدميرها في حالات القتال القريب.
وبحسب الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، جوناثان بنثام، فإن “موسكفا” تمتلك “غطاء دفاع جوي بزاوية 360 درجة، ويمكن لأنظمة أسلحة القتال القريب أن تطلق خمسة آلاف طلقة في الدقيقة، مكونة حائط صد من النيران المضادة في مواجهة الصواريخ التي تستهدفها”.
وفي بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، حصد الطراد “موسكفا” شهرة واسعة، بعد انتشار تسجيل مصور لجنود أوكرانيين يحرسون إحدى الجزر وهم يتوجهون إلى طاقم السفينة عَبْر جهاز اتصال لاسلكي بأن “يذهب إلى الجحيم” بعد أن دعاهم للاستسلام.
وتعرض الجنود الأوكرانيون للأسر حينها، قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقاً في صفقة تبادُل للأسرى في شهر آذار/ مارس الماضي، ومن ثَم تم تقليد قائد أولئك الجنود وسام الشجاعة من قيادة الجيش الأوكراني.