نداء بوست- سلمان سباعي- حمص
مع حلول اليوم الخامس من شهر رمضان المبارك، تشهد أسواق محافظة حمص جموداً في الحركة، وغياباً شِبه كامل للمتسوقين، على الرغم من محاولة التجار ترغيب الأهالي من خلال إعلاناتهم المتكررة بوجود حسومات وتخفيضات على الأسعار داخل محلاتهم التجارية.
ونقل مراسل “نداء بوست” عن التاجر أسعد شيخ الورق وهو صاحب محل لبيع الألبسة داخل سوق المسقوف بحمص قوله: إن العادة اقتضت فيما مضى أن تغصّ الأسواق بالمدنيين مع دخول شهر رمضان، لاغتنام التشكيلات الواسعة قبل نفادها بشكل تدريجي مع اقتراب عيد الفطر.
وأشار شيخ الورق إلى أن حركة الطلب على طرود الألبسة من قِبل أصحاب محلات بيع المفرق شهدت هي الأخرى ركوداً غير مسبوق، موضحاً أن ضعف المدخول، وغلاء الأسعار المتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للأهالي القاطنين ضمن مناطق سيطرة النظام ألقت بظلالها بشكل واضح على موسم الأعياد في حمص.
من جهته، قال أبو عمر وهو موظف لدى النظام: إن الأولوية في هذه المرحلة تقتصر على تأمين مستلزمات الأسرة من طعام وشراب، فيما لم يخف عجزه عن تأمين متطلبات عائلته اليومية مقارنة مع ما يتقاضاه من مرتّب شهري لا يتعدى 100 ألف ليرة سورية أي ما يعادله بالدولار الأمريكي 30 دولاراً فقط.
محلات بيع الأواني المنزلية في سوق التهريب وسط حمص، شهدت هي الأخرى كساداً للبضائع التي أتعبها غبار المارّة دون السؤال عن أسعارها التي سجلت ارتفاعاً نسبياً بعد اجتياح موجة الغلاء مناطق سيطرة النظام خلال الفترة الماضية.
محمد عبارة، صاحب أحد محلات “العصرونية” المختص ببيع مستلزمات المنازل من أطباق وصحون وغيرها قال في حديثه لمراسلنا: إن شريحة واسعة من الأهالي لم يعودوا يتجرؤون على الدخول لمحلات العصرونية للسؤال عن أسعار البضائع، الأمر الذي دفع التجار لإنشاء بسطات خارج محلاتهم للتقرب من الأهالي وعرض بضائعهم للبيع بعيداً عن رهبة دخول المحلات الكبيرة.
تجدر الإشارة إلى أن سكان محافظة حمص اعتادوا فيما مضى على شراء الملابس والأواني المنزلية الجديدة تحضيراً لاستقبال عيد الفطر، إلا أن ضعف الإمكانيات المالية من جهة، وحالة الفقر والبطالة التي ألمّت بهم من جهة أخرى جعلت أسواق المدينة أشبه بما تكون “مدينة أشباح” مقارنة مع المشهد المعتاد للأسواق فيما مضى.