نداء بوست – خاص – دمشق
أظهرت صور للأقمار الصناعية تناقلتها مواقع مختصة لرصد تحركات السفن البحرية أول أمس، وجود ثلاث ناقلات نفطية، قُبالة مصبّ بانياس النفطي على الشواطئ السورية.
وأظهرت الصورة المتداولة رسوّ ناقلة في مصبّ بانياس النفطي، وما زالت في مرحلة تفريغ الشحنة النفطية، بينما الناقلتان كانتا تنتظران الانتهاء من إفراغ الحمولة للبَدْء بإفراغهما.
وأفاد الباحث في الشأن الإيراني، مصطفى النعيمي، بأن “إيران لديها القدرة على التكيف مع المتغيرات الطارئة حول طرق توريد الأسلحة إلى ميليشياتها العاملة في سورية، وأثبت الكثير من التجارب السابقة أن إيران غيرت الكثير من تكتيكاتها في إيصال الأسلحة، فكانت تنقلها عَبْر سيارات شحن كبيرة عَبْر الأراضي العراقية ومنها إلى سورية، ونتيجة لضربات قوات التحالف الدولي غيرت تكتيكها لتوريدها عَبْر حافلات قوافل الزوار القادمة إلى سورية لتأدية شعائرهم الدينية”.
وأضاف النعيمي لموقع “نداء بوست”، أنه رغم كافة التدابير التي تتخذها إيران في عمليات التمويه في نقل أسلحتها، إلا أنها مرصودة من قِبل الجانب الإسرائيلي، وباتت خطوط نقلها البرية والبحرية والجوية ضِمن نطاق عمليات الرصد المستمر من قِبل سلاح الجو الإسرائيلي، وبالتحديد السرب 122 الاستخباراتي الذي يزود غرف العمليات بالصور الدقيقة لعمليات إفراغ شحنات الأسلحة القادمة إلى سورية، وتوجيه الضربات الجوية بناءً على أهمية تلك الأهداف”.
واشنطن وتل أبيب تتناوبان على رصد تحرُّكات طهران
في الآونة الأخيرة بات سلاحَا الجو الاستخباراتي “الأمريكي والإسرائيلي” يتناوبان على عملية رصد المنطقة الساحلية، وأصبحت الأجواء السورية مقسمة بين الجانبين، بحيث تكون مهمة سلاح الجو الأمريكي الاستخباراتي، رصد المنطقة الشرقية والشمالية والوسطى والساحلية، بينما بقي سلاح الجو الإسرائيلي يرصد تحرُّكات ميليشيا إيران في المنطقة الجنوبية والوسطى والساحلية.
وأشار النعيمي إلى أن اللافت في الأمر، هو وجود طائرات أمريكية تعمل على تزويد الطائرات المسيرة الأمريكية العاملة في المنطقة الساحلية بالوقود، حيث ظهرت لأول مرة عند قيام طائرة عسكرية أمريكية من طراز ” Bombardier E-11A”، والتي تعمل كمنصة اتصالات بمهام استطلاع استخباري في 24 و27 من الشهر الجاري، كما ظهرت أول أمس لأول مرة الطائرة الأمريكية ” Boeing KC-135R Stratotanker” الخاصة بمهام التزود بالوقود، وذلك من أجل استمرار عملية تدفُّق المعلومات إلى الجانب الأمريكي”.
وتتزامن عمليات السطع الجوي المشتركة في الساحل السوري التي يجريها سلاحَا الجو الأمريكي والإسرائيلي الاستخباراتي مع وجود معلومات قرب وصول ناقلات نفط قادمة من الموانئ الإيرانية، والتي باتت تشكل مخاطر كبيرة على الجانب الإسرائيلي.
وتخشى إسرائيل من عملية نقل تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة، لذلك تلجأ بين الفينة والأخرى، إلى تنفيذ عمليات استهداف لتلك الشحنات بمجرد وصولها إلى المخازن المحيطة بمرفأَيْ بانياس وطرطوس اللذيْنِ يخضعان للهيمنة شِبه المطلقة من قِبل إيران.
إيران غير مكترثة بالعقوبات
في السياق ذاته يرى مراقبون أن إيران تزيد من وتيرة تصدير النفط وعمليات القرصنة، رغم العقوبات الأمريكية والأممية المفروضة عليها، ما يعني أن إيران غير مكترثة بالعقوبات المفروضة عليها.
وتنطلق التجاوزات الإيرانية من معرفتها الدقيقة بقدرتها على تجاوُز العقوبات الأمريكية وعدم جدية المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات صارمة بحقها على صعيد تصدير النفط، إضافةً إلى أن إيران تستخدم غطاء تصدير النفط لإيصال شحنات من محركات الصواريخ الدقيقة التي تحاول من خلالها إيصالها إلى النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبنانية.
لجوء إيران إلى هذه الإستراتيجية يعود إلى أنه لم يعد لديها القدرة على التمويه في عمليات نقل الأسلحة عَبْر الطرق البرية، لذلك تلجأ للبحث عن البدائل حتى وإنْ كانت خطرة جداً، بينما اقتصرت الطرق البرية على توريد المسيّرات وقطع الغيار اللازمة لمشروع تجميعها في سورية.
لكن اللجوء إلى تصدير المحركات عَبْر البحار يمنح أذرع إيران اليد الطولي لتهديد أمن سورية والإقليم، وتمثل عمليات القرصنة تحدِّياً واضحاً لأمن خطوط الملاحة البحرية، لا سيما قطاع الطاقة الذي يعاني من أزمة عالمية في ظل تجميد نقل الغاز الروسي عَبْر خط “نورد ستريم 1”.