نداء بوست – حمص – سليمان سباعي
رفض العديد من أهالي مدينة "السخنة" شرق حمص العودة إلى منازلهم، على الرغم من التطمينات التي أطلقها محافظ حمص التابع للنظام السوري، بسام بارسيك، في زيارته الأخيرة للمدينة برفقة قائد الشرطة اللواء عبدو يوسف كرم، والذي دعا الأهاليَ للعودة إلى مدينتهم بعد السيطرة عليها عام 2015.
ونقل مُراسلنا عن عدد من أهالي المدينة إجماعهم على القول بأن مخلفات تنظيم "داعش" من ألغام متفجرة، وعبوات ناسفة ما تزال تهدد حياة الأهالي، وتمنعهم من العودة إليها، إضافة إلى تمركز الميليشيات المدعومة من إيران داخل وعلى أطراف المدينة.
"سميح. ن" موظف حكومي من أبناء منطقة "السخنة" قال في حديثه لـ"نداء بوست": إن الواقع الخدمي في المدينة شِبه معدوم حتى الآن، حيث لا يوجد كهرباء، ولا نقاط طبية، ومعظم المدارس والبِنى التحتية مدمَّرة بفعل الغارات الجوية التي شنّتها قوات النظام في وقت سابق.
وأضاف أنه على الرغم من التطمينات التي يحاول إعلام النظام إظهارها للعلن فإن العودة تحتاج لموافقات أمنية من قِبل الميليشيات الإيرانية، الأمر الذي يهدد حياة الكثير من أبناء المدينة المتهمين بمناصرة تنظيم "داعش" خلال فترة سيطرتهم على المنطقة فيما مضى من عمر أحداث الثورة السورية.
من جهتها وثقت المحامية "دعد. س" اختفاء خمسة عشر شاباً منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن ممن قرروا العودة للمدينة بعد اعتقالهم من قِبل ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني بتهمة واهية، مشيرة في حديثها لموقعنا إلى أن أهالي المعتقلين حاولوا معرفة أسباب اعتقالهم، ومكان وجودهم إلا أن التهديد بملاحقتهم أمنياً من قِبل الميليشيات الإيرانية أجبرهم على التراجع عن موقفهم.
تجدر الإشارة إلى أن آخر إحصائية رسمية لعدد السكان في مدينة "السخنة" بلغت 26 ألف نسمة قبل اندلاع الثورة السورية، وقد أُجبر معظمهم على النزوح بفعل غارات النظام، وسيطرة "داعش" على المنطقة، بينما لا يزيد عدد قاطنيها في الفترة الراهنة عن 1500 شخص معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.