نداء بوست- أخبار سورية- بيروت
أعلنت “دار الفكر للطباعة والنشر” رحيل مؤسسها ومديرها العامّ محمد عدنان سالم، يوم الجمعة الماضي، أحد أكثر المثقفين العرب شهرة في مجال النشر بالعالم الإسلامي.
ونعى اتحاد الناشرين العرب المفكر السالم، رئيس اتحاد الناشرين السوريين سابقاً، وقال في بيان: إن الراحل كان “رجلاً خلوقاً مهنياً ذا أيادٍ بيضاء في مهنة النشر العربي عامة ومهنة النشر السورية خاصة والمُدافِع عن الملكية الفكرية ومحاربة التزوير بكافة أشكاله”.
وُلد السالم في دمشق عام 1932، وتلقى تعليمه في مدرسة “سعادة الأبناء” التي كانت تشرف عليها “الجمعية الغراء” التي درس فيها أهمّ علماء دمشق، وبعدها التحق بمعهد العلوم الشرعية التابع للجمعية، وحاز على الشهادة الثانوية العلمية سنة 1949، كما نال الثانوية الشرعية سنة 1950.
تأثَّر بالحياة الجامعية الثقافية في جامعة دمشق، وعندما تخرَّج من كلية الحقوق عام 1954، لم تقنعه المحاماة ولم يمارسها إلا 6 شهور فقط من العامين (1956-1957)، حيث تأثر بعدها بأفكار الشيخ محيي الدين القليبي التونسي، الذي كان معروفاً باستنهاض الشباب العربي والمسلم للدفاع عن تاريخه وحضارته وحقه في الوجود.
أسس في عام 1957 دار الفكر مع شريكيه محمد وأحمد الزعبي، وكان مديرها العامّ، كما ساهم في تأسيس الدار السودانية للنشر في الخرطوم مع عبدالرحيم مكاوي، ودار الحكمة اليمانية في صنعاء، ودار الكوثر في الرياض، ودار الفكر في الجزائر.
شغل عدة مناصب من بينها رئيس اتحاد الناشرين السوريين 2011-1991، ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب 2006-1995، ورئيس اللجنة العربية لحماية الملكية الفكرية 2006-1995، ورئيس الجمعية السورية للملكية الفكرية 2008-2010، ورئيس الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال 2008-2011، وعضو مراسل لمجمع اللغة العربية 2016.
كما نال عدة تكريمات رفيعة المستوى، حيث تُوِّج بوسام العالِم الجزائري في طبعته العاشرة، وذلك بسبب الجهود التي بذلها من أجل جمع ونشر أعمال مالك بن نبي الكاملة بعد 44 سنة على رحيله، وإصدارها في 4 مجلدات.
وله العديد من المؤلفات، أبرزها (القراءة أولاً 1993، هموم ناشر عربي 1994، أضواء على كتاب الجهاد في الإسلام 1995، الكتاب العربي وتحديات الثقافة 1996، المذكرة الشخصية الدائمة 1997، مراتع المؤمنين في رياض الصالحين 1999، الكتاب في الألفية الثالثة: لا ورق ولا حدود 2000، أمريكا والإرهاب 2000، على خط التماسّ مع الغرب 2005، لمكة كلمة لو تقولها 2006، وللحج مقاصد.. لو نجتهد لتلبيتها 2007).