“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
تُوفي الفنان التشكيلي العراقي طالب مكي، اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 86 عاماً. ونعت نقابة الفنانين العراقيين، في بيان لها، الفنان مكي، الذي يُعَدّ أحد المؤسسين المهمين في صحافة الأطفال.
وُلد الراحل في قضاء “الشطرة” بمحافظة ذي قار عام 1936 في بيت علم وثقافة، فوالده، الذي كان يعمل مديراً للمدرسة الوحيدة في ذلك القضاء، كان يقيم مجلساً أدبياً يجتمع فيه أدباء وكتّاب وشعراء مدينة الناصرية، التي وهبت العراق عدداً كبيراً من الشعراء والمطربين والكتّاب والرسامين.
وظهرت موهبته في الرسم مبكراً، وهو ما استرعى اهتمام الكثيرين، ويسّر له القبول عام 1952 في معهد الفنون الجميلة ببغداد بإرادة ملكية، ذلك لأنه لم يكن يمتلك من المؤهلات الدراسية ما يمكّنه أن يكون طالباً رسمياً في ذلك المعهد.
لم يكن في ذهن الفتى الصامت سوى أن يكون رساماً، كان محظوظاً حين ضمه الفنان الرائد فائق حسن، وهو أحد كبار معلمي الرسم في التاريخ العراقي المعاصر، إلى صف طلبته، غير أن صدفة لقائه بجواد سليم، الذي كان يدرس النحت في المعهد المذكور، لعبت دوراً أساسياً في تغيير مسار حياته الفنية.
من جهته كان جواد سليم قد عثر في شخصية طالبه على كل مقومات النحات الذي ينصت إلى أحلام يديه، ومن خلاله تعرّف مكي على جبرا إبراهيم جبرا، الذي كان بمنزلة عراب للحداثة الفنية. وفي عام 1960 استدعاه جبرا للعمل رساماً في مجلة “العاملون في النفط”، التي كانت تخصص صفحات كثيرةً للأدب والفن، وتصدر عن شركة النفط البريطانية.
تخرج طالب مكي في المعهد بتفوق، حاملاً شهادة دبلوم رسمية، بطلب من جواد سليم، وبعد وفاة الأخير صنع مكي بورتريه نحتيّاً كبيراً لأستاذه، وهو لا يزال قائماً في معهد الفنون الجميلة ببغداد.
ويوصف الراحل بـ”شيخ الرسامين والمؤسسين لصحافة الأطفال في العراق”، إذ كان من أوائل العاملين في “مجلتي” و”المزمار” منذ عام 1969. وتخرج على يده كبار الرسامين في العراق خلال العقود الماضية.
محطات في حياة الراحل طالب مكي:
– عمل رساماً توضيحياً في مجلة “العاملون في النفط” منذ عام 1960.
– عمل معلماً للرسم في معهد الصم والبكم منذ عام 1966.
– عمل في دار ثقافة الأطفال منذ تأسيسها عام 1969 ضمن منشوراتها مجلتَيْ “مجلتي” و”المزمار”، إضافةً إلى “سندباد بغداد”، ويُعدّ المؤسس الأول لفن الرسوم التوضيحية للأطفال في العراق.
– أنتج عدداً كبيراً من الأغلفة والسلاسل المصورة، وكتب الأطفال، والملصقات على مدى أكثر من ثلاثة عقود، إضافةً إلى الصحف المحلية والمجلات الثقافية مثل “ألف باء” و”الأقلام”.
– شارك في العديد من المعارض الجماعية والمهرجانات الفنية المحلية والعربية والعالمية.
-نال الجائزة التشجيعية للثقافة العربية عام 1985 بتونس، في مجال رسوم الأطفال، على كتابيه “أبو بكر الرازي” و”آشور بانيبال”.
– أقام معرضاً شخصياً بعنوان (أشخاص) عام 1993.
– أقام معرضاً استعادياً لأعماله عام 2006.
– أقام معرضاً لمختارات من أعماله ضمن مهرجان “مدارات بابل” الثقافي عام 2008.
– أقامت دار ثقافة الأطفال حفلاً تكريمياً له عن دوره في ثقافة الأطفال عام 2008، بإطلاق مسابقة سنوية باسم “مسابقة طالب مكي لرسوم الأطفال”
– حظي بتكريم عن مسيرته الفنية في مهرجان “ملتقى بغداد للفن التشكيلي” عام 2013.
– أقام معرضاً شخصياً بعنوان “نخيل” في آذار/ مارس عام 2015.
– نال جائزة الإبداع السنوية للثقافة العراقية عام 2015 في مجال الرسم.
– كُرّم في معرض الكتاب الدولي ببغداد عام 2018 لدوره في ثقافة الطفل.
يُعَدّ من الأعضاء المؤسسين في جماعة “المجددين” التي أقامت معارضها الخمسة خلال الأعوام (1965- 1968).