نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
رأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" شارل جبور في حديث خاص لـ"نداء بوست" أنّ الأزمة الناشئة مع دول الخليج تتعلق بوجود دولة أو عدم وجودها في لبنان.
وقال جبور: إن "الدول الخليجية تسامحت كثيراً مع لبنان وأنذرته وحذرته ولم تتخذ موقفها بين ليلة وضحاها وإنّما بعد سنوات من المعاناة، في ظل الدعم المتواصل من الدول الخليجية للبنان".
وأضاف جبور "وبدلاً من استثمار هذا الدعم في بناء دولة ومؤسسات وأن يكون للبنان سيادته وموقفه وقراره، كانت هذه المساعدات تذهب باتجاه قوى الأمر الواقع للاستفادة منها على حساب الدولة والدستور وعلاقات لبنان الخارجية، حتى تحوّل لبنان إلى منصة لاستهداف الدول الخليجية".
وسأل جبّور: "كيف يمكن أن يُطلب من هذه الدول أن تواصل علاقات طبيعية مع لبنان ودعمه سياسياً، ومعنوياً، ومالياً، واقتصادياً وإنمائياً، في الوقت الذي لم تحترم فيه الدولة اللبنانية أو غير قادرة على احترام سيادتها وقرارها واستقلالها، في ظل وجود فريق سياسي داخل الدولة اللبنانية (حزب الله) يواصل استهدافه للدول الخليجية سواء بالمواقف السياسية أو بدور الحزب الإقليمي".
واعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" أنّ أفق الأزمة لا يتعلق بالدول الخليجية ولا يجب وضعها هذه المسألة لدى الدول الخليجية، بل إنّها تتعلق بلبنان واللبنانيين (بوجود دولة من عدمه)، من خلال وجود دولة فيها دستور واحد وسلاح واحد والتأكيد على عمق العلاقات الخارجية، واحترام سيادة هذا البلد.
وأوضح أنّ جلّ ما تريده الدول الخليجية وفي مقدِّمتها المملكة العربية السعودية وجود دولة في لبنان وترسيخ الاستقرار فيها.
ويشير جبور لموقعنا إلى أنّ الممارسات الحالية تؤكد أنّ لبنان ليس دولة، وإنّما يُستخدم من قِبل الدولة الإيرانية من أجل مواجهة الدول الخليجية، وبالتالي المطلوب من اللبنانيين إمّا وقف هذا الاستخدام أو عليهم تحمّل المسؤولية من أجل قيام "دولة"، وهنا يشدد جبور على ضرورة وضع حدّ لـ"حزب الله" وإخراجه من مؤسسات الدولة.
وعن الانتخابات النيابية قال جبور: إنّ حزب "القوات اللبنانية" يعتبر أنّ هذه الانتخابات مفصلية لأنها تأتي في لحظة لمس فيها الشعب اللبناني برُمَّته كارثية المشروع السياسي الآخر (المشروع السياسي لحزب الله والتيار الوطني الحر)، الذي أوصل لبنان إلى هذا الهلاك والفقر والجوع وعزل لبنان عن الخارج.
وأكّد أن مشروع حزب "القوات" هو مشروع دولة وحرية وسيادة واستقلال، وجيش لبناني وقوى أمنية، إضافة إلى الحياد الذي تحدث عنه البطريرك الماروني بشارة الراعي، مؤكداً على ضرورة العودة إلى حياد لبنان.
رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" أشار لموقعنا إلى أن الفريق الآخر سيحاول تطيير هذه الانتخابات خاصة بعد نتائج الانتخابات العراقية، حيث خسر حلفاء إيران في هذه الانتخابات، مُعتبِراً أنّ ما حصل في العراق سيتكرر في لبنان في الانتخابات النيابية؛ لأنّ الشعب اللبناني يريد أن يعيش بسلام والحفاظ على نمط عيشه وسيادته واستقلاله وعلى علاقاته مع جيرانه وأشقائه والمجتمع الدولي أيضاً.
ويؤكد جبور أن الانتخابات ستجري حكماً، ويقول: "إذا حاول هذا الفريق تطيير الانتخابات فلن تكون هذه المسألة بالسهولة التي يتصورها البعض؛ لأنّ ما قبل تطيير الانتخابات غير ما بعدها؛ لأنّنا سندخل في مرحلة جديدة" مشدِّداً على أنّ أي محاولة لتطيير الانتخابات ستفجّر الشرارة الثالثة والثورة الثالثة لإنهاء المشروع الآخر وتثبيت أقدام المشروع الجديد.
وأعلن جبور أنّ القوات اللبنانية تؤيّد القانون الانتخابي الحالي لاعتبارها أنّ أي قانون انتخابي يجب أن يرتكز على صحة التمثيل، مشيراً إلى أنّ هذا القانون الحالي هو الوحيد الذي يعكس مبدأ صحة التمثيل السياسي لكل المجموعات والأفراد في لبنان، وقال: "إن القوات تُعوِّل كثيراً على الانتخابات النيابية؛ لأنّها تُعوِّل على إرادة الناس، وهي (أي القوات) تعتبر أنّ التغيير يبدأ من خلال الناس، والمعبر للتغيير هو الرأي العامّ اللبناني".