نداء بوست- سليمان السباعي- حمص
اعتقلت الحواجز التابعة لفرعَي الأمن العسكري، والمخابرات الجوية المتمركزة على مدخل مركز مدينة حمص عدداً من الشبان من أبناء ريف حمص الشمالي خلال اليومين الماضيين، بتهمة المشاركة بأعمال إرهابية خلال أعوام الثورة التي شهدتها حمص في الفترة الماضية.
وأكد مراسل "نداء بوست" في حمص اعتقال تسعة أشخاص من أبناء منطقة "الحولة"، ومدينة "تلبيسة" على حاجز "معمل السكر، وحاجز طريق الستين" أثناء توجُّههم إلى المنطقة الصناعية وسط المدينة، على الرغم من خضوع "المُعتقلين" لتسويتين سياسيتين الأولى بضمانة روسية منتصف العام 2018 الماضي، والثانية بضمانة فرع الأمن الوطني الذي يترأسه اللواء علي مملوك في دمشق أوائل شهر أيلول/ ديسمبر الفائت.
كما أفاد مصدر محلي بقيام الأهالي بالتواصل مع رئيس فرع أمن الدولة العميد "مدين ندّة" الذي تمّ تكليفه بإجراء التسوية الأخيرة من قِبل الأمن الوطني، من أجل إطلاق سراح أبنائهم باعتبار أنهم خضعوا للتسوية، إلا أن شيئاً لم يكن، وأصرّ على مقولة "الغلطان رح يتحاسب مين ما كان يكون".
وأشار المصدر بأن ردّ الفعل غير المتوقع من قِبل رئيس فرع أمن الدولة كان بمثابة تهديد مبطَّن لأبناء مدن وبلدات ريف حمص الشمالي الذي ناهض نظام الأسد على امتداد السبعة أعوام الأولى من عمر الثورة السورية.
واعتبر وُجهاء مُدن ريف حمص الشمالي أن تلك الممارسات القمعية من قِبل عناصر الحواجز المنتشرة داخل محافظة حمص تكشف الوجه الحقيقي لنوايا النظام، وأفرع مخابراته الأمنية "المُبيتة" تجاه أبناء المناطق الشمالية لحمص، كما اعتبرت حملة الاعتقالات التي طالت أبناءهم استمراراً لعقاب الأهالي على موقفهم المناهض لنظام الحكم.
وتجدر الإشارة إلى أن فرع الأمن الوطني في دمشق قام بتكليف فرع أمن الدولة في حمص بالقيام بإجراء تسويات جديدة لأبناء مدينة "تلبيسة"، وذلك بحجّة إصدار كفّ بحث عن الأشخاص المطلوبين، وتمّ إجراء تسويات "خاصة" للعساكر المنشقين عن قوات الأسد بحضور قاضي الفرد العسكري في حمص، إلا أن حملة الاعتقالات ما تزال مستمرة حتى الآن على الرغم من التطمينات التي حصل عليها الأهالي بعدم ملاحقتهم على الصعيد الأمني.