نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
بدأت أفرع الأمن وقوات الشرطة المدنية المتواجدة في ريف حماة الجنوبي بالعمل على ملاحقة تجار الأسلحة الذين نشطوا خلال أعوام الثورة السورية في المنطقة الوسطى، من خلال تنفيذ حملة مُداهَمات، واعتقالات طالت العشرات في قرى "الدمينة" و"القنطرة" و"تقسيس"، وسط حالة من الاستغراب لدى المدنيين الذين خضعوا في وقت سابق لتسوية سياسية مع أجهزة المخابرات.
محمود العلّو أحد أهالي بلدة "الدمينة" قال في تصريح لـ"نداء بوست" خلال اتصال هاتفي: إن فرع الأمن العسكري وجَّه العديد من التهم لتجار السلاح "السابقين" باستمرارهم بمزاولة عملهم بعد التسوية السياسية، من خلال تأمين طُرق التهريب نحو الشمال السوري، وإخراج دفعات من السلاح والذخيرة نحو المناطق المحرَّرة الأمر الذي نفاه ذَوُو المعتقَلين جملةً وتفصيلاً.
وأضاف محمود أن ما تقوم به قوات الأمن من عمليات اعتقال ومداهمة يُظْهر للعوامّ أنه تطبيق للقانون، في حين يلتفّ مسؤولو الفرع على أهالي المعتقَلين قبل تحويلهم للقضاء وإرسالهم للمحاكمة في محافظتَيْ حماة وحمص، ويقومون بابتزازهم لدفع مبالغ مالية ضخمة للإفراج عنهم مشترطين في الوقت ذاته إخراج المُفرَج عنهم نحو الشمال السوري بشكل فوري.
مصادر محلية أكّدت لـ "نداء بوست" من ريف حماة الجنوبي حدوث حالات مماثلة كما حصل مع "أبي العزّ" وهو أحد أكبر تجار السلاح الذين عزفوا عن متابعة نشاطهم بعد دخول قوات الأسد للمنطقة، والذي تم اعتقاله مطلع شهر تشرين الأول/ نوفمبر الجاري لمدة ثلاثة أيام قبل أن يُفْرَج عنه، ويخرج للشمال بشكل مفاجئ، ليتّضح لاحقاً أنه دفع مبلغ 20 ألف دولار أمريكي وسط ممارسة ضغوط كبيرة من قِبل مخابرات النظام حملته على الخروج من المنطقة.
مراسل "نداء بوست" في ريف حماة الجنوبي قال: إن عدداً من الفصائل العسكرية التي رفضت بادئ الأمر توقيع اتفاق المصالحة مع حكومة الأسد، تركت وراءها الكثير من الأسلحة والذخائر، والتي تمّ رميها في أقنية المياه والآبار المهجورة لعدم تسليمها للقوات الروسية، التي أشرفت على عملية المصالحة منتصف عام 2018 باعتبارها طرفاً ضامناً للاتفاق.
وأشار مراسلنا إلى أن قوات النظام عثرت خلال الفترة الماضية على مجموعة من مستودعات الذخيرة في المنطقة، كان آخِرُها مستودعاً في منطقة "التلة" الواقعة إلى الجنوب الشرقي من بلدة "الدمينة" بريف حماة، واستحوذت على محتوياته بالكامل، والتي كانت تخضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام" آنَذاك، وعثر ضمنها على عشرات صواريخ الغراد وقذائف الهاون الصاروخية بعيدة المدى فضلاً عن الذخيرة المتوسطة والخفيفة.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم أبناء ريف حماة الجنوبي قرروا عدم المغادرة نحو الشمال السوري بعد التطمينات التي تعهدت بها حكومة الأسد بعدم ملاحقتهم أمنياً بموجب التسوية السياسية التي منحتها إياهم، وبضمانة حليفها الروسي راعي الاتفاق ككل في ريفَيْ حمص الشمالي وحماة الجنوبي.