نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
تشهد صالونات الحلاقة الرجالية خلال الفترة الراهنة اكتظاظاً بمختلف الفئات العمرية من رجال وشباب وأطفال، راغبين بالحصول على تسريحة جديدة وقصة للشعر تكون مميزة نوعاً ما بمناسبة حلول أيام العيد.
وتعتبر حلاقة العيد أحد الطقوس التي يهتم بها معظم الناس للظهور بشكل جذاب أمام الأصدقاء والأقارب خلال زيارات أيام العيد، والتي ينتهز الفرصة خلالها الشباب للترويح عن أنفسهم من العمل ومن التعب والإرهاق الذي عانوا منه بصيام الشهر الفضيل.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الطرف التي تناولت أوضاع الحلاقين مع بداية العيد، حيث تم التنويه إلى وفرة المردود المالي الذي يجنيه الحلاق بعد وقفة يوم العيد وهو “آخِر ليلة في رمضان”.
أبو أسعد حلاق رجالي يمارس مهنته منذ ما يقارب العشرين عاماً لم يخفِ فرحته باقتراب “موسمه الوفير” واصفاً تلك الليلة بالأجمل، والأسعد نظراً لما يتخللها من مزاح و تبادل للنكات بينه وبين زبائنه.
وعلى الرغم من تحديد أجرة الحلاقة الرجالية من قبل إدارة الحرفيين في مناطق سيطرة النظام إلا أن أبو أسعد أشار لعدم وجود تسعيرة للحلاقة وأن المتعارف عليه أنها عبارة عن “إكرامية” من الزبائن، وهنا يتم منحها من قبل الأشخاص كلٌّ على قدر استطاعته، ولا يجوز للحلاق مطالبته بتسعيرة محددة.
أحمد أحد الزبائن قال لمراسل “نداء بوست” إنه يتعمد تأخير موعد حلاقته مع مجموعة من أصدقائه لآخر يوم من رمضان لكي يستمتع برونق القصة الجديدة مع أول أيام العيد.
وأوضح أن دفع الأجرة عادة ما يكون مضاعفاً في ليلة العيد إذ إنها تعبر عن مدى امتنان الزبون لحلاقه الذي يقوم بدوره بالاهتمام به بشكل مميز عن باقي الأيام، وأشار إلى أن أجرة الحلاقة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة آلاف ليرة سورية.
من جهته قال عبد الصمد إن ليلة عيد الفطر تشهد أجواء مميزة عند الحلاقين، حيث يعمل الزبائن على إحضار “السهرية” وهي عبارة عن معجنات العيد من أقراص ومعمول وبيتيفور تم تحضيرها ضمن منازلهم، وتجري عملية الضيافة لباقي الزبائن الحاضرين للتباهي بخبرة أهل بيتهم في صنع المعجنات.
وتجدر الإشارة إلى أن غياب التيار الكهربائي عن صالونات الحلاقة شكل عائقاً أمام عمل الحلاقين ما دفعهم للاستعداد من خلال تجهيز مولدات كهربائية وبطاريات “مدخرات” للإنارة كي لا يفوتوا على أنفسهم اغتنام موسمهم الذي ينتظرونه كل عام مرتين في عيد الفطر وعيد الأضحى.