نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
قال مراسل “نداء بوست” في حمص: إن ميليشيا حزب الله اللبناني عملت على نشر مجموعة من التجار المقربين منها ضِمن مدينة القصير وقُراها الريفية جنوب حمص، والذين بدؤوا شراء القمح من المزارعين بأسعار تنافس تلك التي حددتها حكومة النظام قبل أن يتم العمل على تجميعها ومن ثَمّ شحنها نحو الأراضي اللبنانية لصالح الحزب.
مصدر محلي من أبناء مدينة القصير قال: إن ميليشيا حزب الله اللبناني بدأت استغلال “معبر مطربا” الذي تمّ افتتاحه مؤخراً بشكل رسمي بين سورية ولبنان لأهداف غير مشروعة تتمثل بسرقة إنتاج القمح السوري ضِمن المساحات الواسعة للأراضي الزراعية المتاخمة للحدود بين البلدين.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه -لضرورات أمنية- أن التجار المحسوبين على الحزب اتبعوا أسلوب الترهيب والترغيب في آنٍ واحد خلال عملية التفاوُض مع المزارعين ضِمن قرى وبلدات القصير، وذلك من خلال دفع مبلغ 2700 ليرة مقابل الكيلو الواحد من القمح بزيادة نسبية تقدر بنحو 800 ليرة عن السعر الرسمي الذي حددته حكومة النظام السوري.
ولم تخلُ عملية البازار التي يجريها التجار مع المزارعين من ترهيبهم من خلال التلميح بإمكانية تعرُّضهم للمضايقة على الصعيد الأمني من قِبل عناصر الحزب الذي يفرض هيمنته المطلقة على مدينة القصير منذ عام 2013 وحتى الآن وسط غياب أي دور رسمي لقوات الأسد، الأمر الذي أجبر بعضهم على القبول ببيع محصوله بعد تعهُّد تجار الحزب بعدم ملاحقتهم أمنياً من قِبل مؤسسات النظام المعنية بتسلُّم محصول القمح من أبناء المنطقة.
ولفت مراسلنا إلى قيام عناصر من ميليشيا حزب الله بمرافقة حمولة القمح القادمة من أراضي مدينة القصير الزراعية إلى المستودعات التي تمّ تخصيصها ضِمن بلدة “زيتا” الحدودية لضمان عدم التعرض لها فضلاً عن تجميعها بقصد البَدْء بإدخالها بكميات كبيرة إلى داخل الأراضي اللبنانية.
الجدير بالذكر أن ميليشيا الحزب حوّلت مدينة القصير وقُراها الريفية المحاذية للحدود “السورية- اللبنانية” إلى كانتون خاص بها لزراعة “القنب الهندي” المكوّن الرئيسي لمادة الحشيش المخدرة مستغلة غياب أيّ دور أو تواجُد لسلطات النظام السوري في المنطقة.