وصف مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" اللبناني "عمار الموسوي"، الاجتماع الذي عقده وفد من "الحزب" مع مسؤولين روس في موسكو، منتصف الشهر الجاري، بأنه كان "إيجابي وبناء".
وقال "الموسوي" إن "الحزب يعمل مع روسيا على قاعدة أن ما تحقق في سوريا "انتصار"، ويجب استثماره وتتويجه بمكاسب سياسية، من بينها إعادة الإعمار وعودة اللاجئين".
وأشار في حديث لقناة "المنار" اللبنانية إلى الزيارة التي أجراها وفد من الحزب إلى موسكو، قائلاً إنها جاءت بدعوة من الجانب الروسي، وتم خلالها بحث الملف السوري، ضمن جملة الموضوعات التي تم طرحها، على حد قوله.
واعتبر أن التطابق بين مواقف الحزب وروسيا بشأن سوريا "إن لم يكن 100%، فهو توافق بنسبة 90%"، مضيفاً أن الجانبين "قاتلا جنباً إلى جنب في ساحة المواجهة، ويتعاونان بشكل كبير فيما يخص مكافحة "الإرهاب" ومنع سقوط النظام".
ورأى "الموسوي" أن التدخل الروسي في سوريا كان "محطة مفصلية"، زاعماً أن "حزب الله" كان يحث روسيا قبل تدخلها العسكري على "العمل بشكل أكثر جدية في هذا البلد".
ونفى وجود موقف روسي سلبي من دور "الحزب" في سوريا، وأكد في الوقت ذاته وجود عناصر من "حزب الله" في قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية في ريف اللاذقية، معتبراً أن "هذا ليس سراً".
وفي منتصف شهر آذار/ مارس الحالي، أجرى وفد من "حزب الله" برئاسة زعيم كتلته النيابية "محمد رعد"، زيارة إلى موسكو استمرت لمدة 3 أيام، التقى خلالها وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" وعدد من المسؤولين الروس.
وتزامنت زيارة وفد "الحزب" مع وجود وزير الخارجية الإسرائيلي "غابي أشكنازي" في موسكو، وبحسب ما أكدت مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" فإن المسؤولين الروس ناقشوا مع ممثلي "حزب الله" إمكانية عقد لقاء مباشر بينهم وبين الوفد الإسرائيلي.
ووفقاً للمصادر فإن وفد "الحزب" رفض المقترح الروسي ذلك، وأبدى موافقة مبدئية على وجود قنوات تفاوض غير مباشرة مع إسرائيل برعاية روسية، على أن تنحصر المحادثات "الإسرائيلية – اللبنانية" مع "حزب الله" فقط، مع إمكانية الحديث عن سحب صورايخ الدقيقة من المناطق المحاذية لإسرائيل.
وأبلغت روسيا وفد "حزب الله" بشكل مباشر بأنها على استعداد كامل لتقديم الدعم اللازم لحماية نفوذه في لبنان، ودعم المبادرة الفرنسية على المستوى الدولي في حال التزم بالتنسيق الكامل معها، ووافق على مقترح ينص على التهدئة مع الجانب الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن مصادرنا أشارت إلى أن ممثلي "حزب الله" أبدوا مرونة غير مسبوقة في التعاطي مع المقترح الذي قدمته روسيا، وأن الحكومة الإسرائيلية تلقت توصيات بضرورة التجاوب مع خطة موسكو، في حال حصلت على ضمانات حقيقية بالتزام "الحزب" بالتهدئة.