نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
أكد مركز جسور للدراسات أن تصاعد القصف التركي ضد مواقع قسد والنظام السوري، يحمل رسائل إلى الأخير ولروسيا.
وأشار المركز إلى أنه منذ بداية شهر آب/ أغسطس الجاري تشهد مناطق سيطرة قسد تصعيداً تركياً غير مسبوق، شاركت به المقاتلات الحربية والطائرات المسيرة، إضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي.
ولفت المركز إلى أن معظم القصف تركز في المواقع المشتركة بين قوات النظام وقسد، وتحديداً في عامودا في ريف الحسكة، وتل رفعت شمال حلب، إضافة إلى نقاط النظام على الحدود مع تركيا.
ويرى المركز أن تركيا تريد توجيه عدد من الرسائل من هذا التصعيد، خاصة أنّه يتزامن مع تصريحات المسؤولين الأتراك بخصوص المحادثات مع النظام السوري.
ومن وجهة نظر المركز فإن أول تلك الرسائل هو التعبير عن “رفض تركيا للآلية الحاليّة لتنفيذ بعض بنود مذكرة سوتشي بما يخص دور النقاط العسكريّة المشتركة بين قوات النظام وقسد خاصةً أنّ هذه النقاط استُخدمت في عدّة مرات لضرب أهداف عسكريّة ومدنيّة تركيّة خارج وداخل أراضيها، عدا أنّها قد تُساهِم في تطوير التنسيق المشترك بين الطرفين كحالة غرفة عمليات “صاعقة الشمال” التي تم إنشاؤها نهاية أيار/ مايو في منطقة تل رفعت بهدف إخراج تركيا من مناطق شمال حلب”.
كذلك يرى المركز أن هذا التصعيد هو “ترجمة ميدانيّة لعدم قبول تركيا بواقع الوساطة الحاليّة التي تقوم بها روسيا، والتي كان من المفترض أن تضمن انسحاب عناصر حزب العُمّال الكردستاني وفرعه السوري من المنطقة الحدوديّة إلى عمق 30 كم باتجاه الجنوب”.
واعتبر المركز أن هذا التصعيد هو “ترجمة ميدانية لمحدّدات وشروط تركيا الأساسية إزاء طبيعة أي تعاوُن محتمل مع النظام، قائمة على رفض الخروج من شمال سورية دون ضمان إنشاء منطقة آمِنة، وعدم قبول أي دور في مكافحة الإرهاب لا تكون تركيا شريكاً فيه؛ كونها لا تثق بجهود النظام في هذا الصدد”.
والرسالة الرابعة التي أرادت تركيا إيصالها، هي “التأكيد على أنّ أي انفتاح سياسي قد تُقدم عليه نحو النظام لا يعني أنّها على استعداد للتنازل عن أي من أهدافها الإستراتيجية في سورية تحت أي ضغوط كانت”.
وبالرغم من ذلك، يعتقد المركز أن رسائل التصعيد الميداني التركي ضد قوات النظام لا تعني بالضرورة إنهاء المفاوضات الجارية بين الجانبين بوساطة روسية وإيرانية، لكنها قد تعيق تحقيق تقدُّم فيها، لا سيما مع إصرار تركيا على استمرار عمليات الاستهداف ضد مواقع PKK في المنطقة ومواقع قوات النظام في حال تقديم الدعم لتنفيذ أنشطته.