نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
اعتبر مركز “جسور للدراسات”، أن التصعيد الأمريكي الأخير ضد الميليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور، لم يكن مجرد رد في إطار قواعد الاشتباك، وحمل رسائل مزدوجة لطهران.
وقال المركز إن التحرك الأمريكي لم يقتصر على ضرب مصادر النيران التي استهدفت قوات التحالف الدولي، إنما كان واسعاً ويستهدف البِنْية التحتية العسكرية التي أنشأتها إيران، معتبراً أن ذلك يعطي مؤشراً على قدرة الولايات المتحدة على تهديد مصالح إيران العسكرية في سورية على نحو مكلف ومدمّر.
وأشار المركز إلى تزامُن التصعيد الأمريكي مع الضربات الإسرائيلية لمستودعات تابعة للميليشيات الإيرانية في منطقة مصياف غرب حماة، مرجحاً وجود تنسيق مشترك بين الطرفين بهدف إرسال رسالة مزدوجة أمريكيّة إسرائيليّة للجانب الإيراني بعدم ربط الوصول لأيّ اتفاق نووي جديد بأنشطة “الحرس الثوري” وأذرعه الخارجيّة خاصةً الميليشيات التابعة له في سورية.
وأضاف أن “مضمون هذه الرسالة قد يُفسر عدم رغبة الحرس الثوري الإيراني في تحريك كافة الميليشيات التابعة له خلال هذه الفترة وحصر عمليات استهدافه للقواعد الأمريكيّة على الأراضي السوريّة دون العراقيّة كما جرت العادة في موجات تصعيد سابقة”.
ويرى المركز أنّ الولايات المتحدة حقّقت هدفها من هذا التصعيد، وعزّزت من خلاله ثقة إسرائيل وبقيّة حلفائها الدوليّين والمحليّين بموقفها الثابت من الحرس الثوري وأنشطته الخارجيّة، وأكّدت قدرتها على الردع وليس الردّ فقط.
كذلك أثبتت الولايات المتحدة من خلال هذا التصعيد استمرار حضورها بقوّة في الملفّ السوري ممّا قد يدفع بقية الفاعلين لإعادة النظر في أي توجُّه لتبني سياسات تتجاوز هذا الحضور وأهدافه في سورية، وفقاً للمصدر.
وعلى الرغم من تراجُع وتيرة التصعيد، يقول المركز إنّ القوات الأمريكيّة كثّفت من تسيير الدوريّات عَبْر الطيران المروحي على طول نهر الفرات في محافظة دير الزور، بهدف مراقبة أنشطة الميليشيات الإيرانيّة والتأكّد من عدم إقدامها على أيّة أعمال قصف انتقاميّة.
وتُفضّل الولايات المتحدة وإيران خفض التصعيد مجدَّداً وإعادته لحدوده الدنيا المعتادة، لعدم رغبة الجانبين في رفعه إلى مرحلة يتحوّل فيها إلى صراع أو اشتباك مباشر قد يؤثر سلباً على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وفقاً للمصدر.
ولا ينفي ذلك احتمال سعي الميليشيات الإيرانية للردّ وخلط الأوراق عَبْر استهداف المصالح الأمريكيّة في سورية أو في العراق أيضاً بطرق مباشرة أو غير مباشرة عَبْر الاستعانة بالخلايا الأمنيّة التي تشغّلها وتديرها خارج مناطق سيطرتها وانتشارها، كمناطق سيطرة “قسد”، فيما قد تتجه القوات الأمريكية لتكثيف عمليّات الرقابة الجويّة لمناطق انتشار الميليشيات والمعابر والممرات البريّة والمائيّة التي تستخدمها.