"نداء بوست"- عواد علي- بغداد
كشفت تحقيقات أجرتها منظمة "إيروارز" المعنية بمراقبة سلوكيات القوات الأمريكية والبريطانية في العراق، عن قيام القوات الأمريكية بقتل ثلاثة عشر ألف مدني عراقي، على نحو متعمد، خلال العمليات التي قادتها من عام 2014 وحتى عام 2019 ، ووصفت ممارسات تلك القوات بــ"جرائم حرب"، وأنها تضمنت مخالفة قواعد الاشتباك.
وأكدت المنظمة أن العدد الكلي للمدنيين الأبرياء، الذين ذهبوا ضحايا للممارسات الأمريكية البريطانية، وصل إلى ثلاثة عشر ألف قتيل، إضافةً إلى الآلاف من المصابين والمعاقين، بعمليات استهداف تصفها الإدارة الأمريكية بــ"أخطاء".
وأضافت أن وصف الإدارة الأمريكية لاستهداف قواتها للمدنيين بـ"أخطاء" بات ينهار بعد كشف الصحافة عن الجرائم التي ارتكبت بشكل متعمد ضد العراقيين خلال عمليات القتال ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث أوردت شبكة "أراب نيوز" الناطقة بالإنجليزية، في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، تحقيقاً صحافياً كشفت خلاله عن هوية إحدى تلك الفرق العسكرية المسؤولة عن ارتكاب جرائم الحرب، والطريقة التي نفذت خلالها تلك الجرائم، وتعدت الحدود العراقية لتوقع ضحايا من المواطنين السوريين أيضاً.
وبينت المنظمة أن صحيفة "النيويورك تايمز" ومجلة "ذا ويك" الأمريكية كشفتا، في تحقيق صحافي نشر في الثالث عشر من الشهر الحالي، عن قيام قوة أمريكية تُعرف باسم "تالون أنفل"، تتبع فرقة كوماندوز "الدلتا" الخاصة، باستهداف المدنيين في العراق بشكل متعمد وعلني، خلال العمليات التي قادتها القوات الأمريكية ضمن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي في العراق.
وجاء الكشف عن المعلومات الجديدة بعد قيام أحد ضباط الفرقة السابقين بتقديم أدلة للصحيفة تكشف ارتكاب الفرقة لما وصفته بــ"جرائم حرب" في مناطق غرب وشرق العراق، إضافةً إلى شرق سورية، أدت إلى مقتل المئات من المدنيين العراقيين والسوريين الأبرياء، الذين يقطنون المناطق التي وقعت فيها العمليات التي قادتها هذه القوة.
وأوضح الضابط قائلاً: "بلحى كثيفة وملابس مدنية، ومن دون وجود أي احترافية عسكرية أو احترام لقواعد الاشتباك، قامت تلك القوة بتوجيه ضربات جوية مباشرةً نحو أهداف مدنية، مباني مأهولة بالسكان وقرى زراعية، وارتكبت خلال ذلك جرائم حرب أدت إلى مقتل عدد غير معروف من المدنيين العراقيين والسوريين خلال الفترة التي تولت هذه القوة فيها مسؤولية تنفيذ عمليات القوات الأمريكية على الأرض".
وحسب صحيفة "النيويورك تايمز"، فإن جرائم الحرب التي ارتكبتها الفرقة جرى إخفاء أدلتها، حيث شاركت جهات أمريكية عمل الفرقة بـالتلاعب بالأدلة والتسجيلات الفيديوية للعمليات العسكرية لإبعاد الملاحقة القانونية عن أفرادها، مؤكدةً أن تلك الجرائم لم يكن من الممكن الكشف عنها لولا الاعتراف الذي قدمه أحد ضباط الفرقة للصحيفة، متسائلةً عن عدد الجرائم الأخرى التي لا تزال طي الكتمان.