نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
داهمت دورية تابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني عدداً من منازل المدنيين في قرية “البويضة” التابعة لمدينة القصير بريف حمص الجنوبي صباح اليوم الأربعاء، واعتقلت خلالها ثلاثة من الأهالي بتهمة العمل على تهريب الأشخاص من الأراضي السورية إلى الداخل اللبناني.
ونقل مراسل “نداء بوست” في حمص عن مصدر محلي قوله: إن ميليشيا حزب الله اللبناني باتت تفرض هيمنتها المطلقة على مدينة القصير بشكل كامل بعيداً عن أي دور لقوات النظام أو مؤسساته الحكومية، الأمر الذي أتاح لها المجال للتحكم بأعداد الراغبين بدخول الأراضي اللبنانية من المدنيين غير الراغبين بعبور المناطق الحدودية بشكل رسمي.
ولفت المصدر إلى أن المسؤولين العسكريين ضِمن ميليشيا الحزب انتهزوا الفرصة وبدؤوا بالعمل على استغلال مَن يوجد بحقهم طلبيات أمنية لصالح أفرع المخابرات “مالياً” مقابل الحصول على مبلغ يتراوح ما بين 100-150 دولاراً أمريكياً عن كل شخص يجتاز الحدود نحو لبنان مع ضمان عدم التعرض له أو مساءلته عن سبب الطلبية الأمنية.
مراسلنا في حمص أشار إلى أن “حزب الله” احتكر مسألة تهريب الأشخاص ضِمن الشريط الحدودي الممتد على طول القرى التابعة لمدينة القصير، ووجَّه تحذيرات للأهالي في حال مساعدتهم أي شخص من خارج المنطقة بالدخول نحو لبنان دون الرجوع إلى الحواجز العسكرية التابعة له المنتشرة في المنطقة لإحاطتهم بالمعلومات الشخصية لأولئك الأشخاص الراغبين بدخول لبنان.
وأضاف أن المداهمة التي أجراها عناصر الحزب بحق أهالي قرية “البويضة” هي الثالثة من نوعها خلال الشهر الحالي، حيث تم فرض غرامة مالية على المهربين من أبناء المنطقة العاملين بشكل “منفرد” قدرها 500 دولار عن كل عملية تهريب لم يتم التنسيق معهم بخصوصها.
واعتبر أهالي القرى الحدودية مع الشريط اللبناني السوري ما يجري هو عبارة عن مخطط مدروس من قِبل الحزب للتضييق على المدنيين “معيشياً” لا سيما بعد منعهم من تهريب المواد الغذائية من داخل الأراضي اللبنانية إلى سورية نظراً لفارق الأسعار بين الدولتين.
وتشهد محافظة حمص توافُد العشرات من المدنيين بشكل شِبه يومي من الراغبين بدخول الأراضي اللبنانية هرباً من شبح الاعتقالات العشوائية، والخدمة الإلزامية أو الاحتياطية ضِمن قوات النظام، الأمر الذي فتح شهية “حزب الله” لاستغلال الموقف بحكم سيطرته على ريف حمص الجنوبي مقابل السماح لهم بعبور الشريط الحدودي.