"نداء بوست"-قسم المتابعة والتحقيقات-أحمد عكلة
أعلن مصدر عسكري في وزارة دفاع الأسد عن هجوم جديد لتنظيم داعش أسفر عن مصرع 5 عسكريين وجرح 20 جراء تعرض حافلة نقل عسكرية لهجوم من قبل التنظيم مساء الأحد 2/12/2022 شرقي المحطة الثالثة في البادية السورية.
وكان التنظيم قد تبنى في نفس اليوم عملية هجوم على حاجز لقسد في بلدة أبو حمام شرقي ديرا لزور معلناً مقتل وإصابة عدد من عناصر الحاج
كما صعد التنظيم من عمليته القتالية الخاطفة التي يشنها ضد قوافل النظام والميليشيات الإيرانية في البادية السورية وخواصر المحافظات المحاذية للبادية السورية كما ينشط التنظيم فرض الإتاوات والضرائب على تجار النفط ويقوم بعمليات داخل مناطق سيطرة قسد وفي ريف دير الزور
ارتفاع زخم العمليات
ويرى مراقبون أن القيادة الجديدة للتنظيم في سورية تحاول ان تثبت جدارتها من خلال زيادة النشاط والزخم في العمليات لكن لا يشكل وجود قيادة جديدة عاملاً مؤثراً بشكل أساسي في زيادة التنظيم لوحده بدون وجود خلايا نشطة وقاعدة بيانات عن الأهداف وتحركات العدو وقواعد دعم لوجستي وتدابير حماية ونشاط أمني للتنظيم.
كما يرى بعض المحللين أن قيام التنظيم بأعمال الحسبة في ريف دير الزور مؤخراً يحمل العديد من المؤشرات منها هشاشة الوضع الأمني في المنطقة وعدم فاعلية المجتمع المحلي في مقاومة التنظيم بسبب سيطرة النظام وقسد على محافظة دير الزور وغياب دور المجتمع المحلي.
وكذلك رغبة التنظيم بإرسال رسالة في اتجاهين في اتجاه أتباعه أنه في حال تزايد القوة مما يغري الكثيرين من العناصر الخاملة بالتجنيد وتفعيل نشاطهم في المنطقة ورسالة باتجاه خصومه تحمل لغة التهديد والوعيد.
توقف استهداف التنظيم
من جهته كشف عباس شريفة الباحث في مركز جسور للدراسات عن سبب زيادة نشاط التنظيم في الأونة الأخيرة معتبراً أن هناك العديد من الأسباب التي تسمح للتنظيم أن يستعيد نشاطه وقوته في هذه المنطقة منها توقف التحالف الدولي عن استهدافه في هذه المنطقة و اعتماد التحالف الدولي في محاربة الإرهاب على عناصر غير محلية إضافة للتمدد الإيراني في المنطقة الذي يشكل عامل استفزاز كبير للمجتمع المحلي.
وأضاف في حديث لـ"نداء بوست" أن "هذا التمدد الإيراني من نشاط تبشيري لنشر التشيع إضافة لغياب الحل السياسي العادل الذي يحل السلام في سورية عموما والمنطقة بشكل أساسي".
هجمات تطال قوات الأسد
وقبل أيام شن عناصر يتبعون تنظيم "داعش" هجوماً مسلحاً على مواقع ميليشيا لواء القدس الفلسطيني في بادية "المسرب" جنوب غرب دير الزور.
واستهدف عناصر التنظيم ميليشيا لواء القدس الإيراني ومواقع الفرقة 17 التابعة للنظام، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة عدد من العناصر التابعين للنظام وذلك في بادية "المسرب" بريف دير الزور الغربي.
كما تزامن الهجوم مع هجوم آخر شنه عناصر تنظيم "داعش" أيضاً على مواقع ميليشيا الدفاع الوطني في منطقة "جبل البشري" جنوب غرب دير الزور.
هجمات روسية ضد التنظيم
في السياق تستمر الحملات الأمنية التي يقوم بها نظام الأسد في البادية السورية وبدعم من الطيران الحربي الروسي.
وشن الطيران الحربي الروسي عدة غارات جوية على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في بادية "الرصافة" جنوب غربي الرقة، وذلك في ظل حملاته المستمرة لتنظيف البادية السورية في ريفَي الرقة ودير الزور من عناصر التنظيم.
وشهدت مناطق البادية السورية في الأيام القليلة الماضية عدة هجمات قام بها عناصر من تنظيم "داعش" على مواقع تابعة لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية في البادية السورية.
من جهتها عززت الميليشيات الإيرانية المتواجدة في البادية السورية قدراتها العسكرية في الآونة الأخيرة، حيث عملت على استقدام طائرات استطلاع نوع (إرنا) إيرانية الصنع إلى مطار "التيفور" الذي تديره بشكل كامل.
مصادر محلية أفادت بإجراء طائرة الاستطلاع الإيرانية لعدد من الطلعات الجوية على أطراف "جبل الهيان" الذي يُؤوي مقرات تابعة لمقاتلي تنظيم "داعش"، والذي سيكون المستهدَف الأول من قِبل طائرات الاستطلاع التي ستعمل على تحديد مواقعهم قبل استهدافها.
ورصد مراسل "نداء بوست" في حمص تصريحات صادرة عن قيادي عسكري في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قوله: إن طائرات الاستطلاع تم إدخالها من إيران إلى العراق ومن ثم سورية، وذلك بهدف الإشراف على مدى قدراتها القتالية، ومناورتها ضدّ الأهداف المعادية.
مضيفاً بأن هذه الخطوة من شأنها تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية من جهة، والحفاظ على أرواح مقاتلي الميليشيات المساندة له من جهة أخرى، فضلاً عن ضمان رصد أي تحرُّك لمقاتلي تنظيم "داعش" ضدّ مواقعها المنتشرة في البادية السورية.
وتعرضت مواقع الميليشيات الإيرانية في ريف حمص الشرقي لعدد من الهجمات البرية من قِبل مقاتلي التنظيم على امتداد الأشهر الماضية، ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصرها، بالتزامن مع استمرار توسعها ضِمن مواقع جديدة في الريف الحمصي.
وكانت صحيفة الغادريان البريطانية قد نشرت في نهاية تشرين الثاني نوفمبر 2021 تقريراً يتحدث عن قيام قوات سورية الديمقراطية بالإفراج عن مقاتلين من تنظيم داعش مقابلة فدية مالية وبشرط مغادرة المناطق التي تسيطر عليها "قسد".