“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
التقى رئيس الوزراء العراقي، المنتهية ولايته، مصطفى الكاظمي، أمس الأحد، قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا والوفد المرافق له. وبحث الطرفان الوضعين الأمني والعسكري على المستوى الإقليمي، إضافةً إلى التنسيق المشترك للقضاء على نشاط “الجماعات الإرهابية”.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكاظمي، اطّلع عليه “نداء بوست”، أنه “جرى خلال اللقاء بحث التعاون الأمني والعسكري بين العراق والولايات المتحدة، ومجريات الحرب على الإرهاب، وملاحقة فلول تنظيم “داعش” المندحرة، وآخِر عمليات القوات المسلحة العراقية في هذا الشأن”.
وتناول اللقاء، حسب البيان، “تعزيز التنسيق الأمني المشترك، ولا سيما بعد أن انتقل دور التحالف الدولي ضد الإرهاب إلى مرحلة المساعدة في بناء القدرات العسكرية العراقية وتقديم المشورة والدعم والتمكين”.
كما أكد الكاظمي على “أهمية إدامة الزخم في الحرب على الإرهاب، ومنع خلايا داعش من النمو ثانيةً، أو تأسيس مواطئ قدم لها، وتهديد أمن العراقيين والمنطقة”.
من جانبه، أكد الجنرال كوريلا “تقديره للمستوى القتالي للقوات الأمنية العراقية، وارتفاع مؤشرات الأداء، وقدرتها على تنفيذ مهامها الميدانية الجديدة، واستثمار القدرات الجوية التي توفرها طائرات القوة الجوية العراقية الحديثة”.
انتهاء ولاية الكاظمي
وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي: إن حكومته “أدت الواجب الذي استُدعيت من أجله”، وذلك في إشارة إلى تقلّص فرصته لولاية ثانية، بعد تسريبات خاصة عن وصول “التيار الصدري”، وما يسمى بـ”الإطار التنسيقي” لتفاهمات أولية بشأن الحكومة المقبلة.
وتشير تسريبات إلى أن القائمة القصيرة للمرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة تخلو من مصطفى الكاظمي، الذي جرى تكليفه عقب احتجاجات دامية أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”، تابعها “نداء بوست”: “أدينا الواجب الذي استُدعينا من أجله في خدمة شعب العراق العظيم”.
وأضاف “لم نتردد أو نتقاعس أو نساوم على حساب المصلحة الوطنية، ولم نقدّم مصالحنا على مصالح شعبنا كما لم ننجر إلى المساجلات والمزايدات”.
وتابع “أوصلنا الوطن إلى انتخابات حرة نزيهة، ووضعنا بصبر أُسس تجاوُز الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية الكبرى رغم العراقيل الداخلية والتحديات الخارجية، وأعدنا العراق عزيزاً إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، وفتحنا طريق مكافحة الفساد والمفسدين واستعادة الدولة من براثن اللادولة، وأخرسنا الإرهاب وخلاياه وذيوله بعزم أبطال قوانا العسكرية والأمنية والاستخبارية”.
وأشار الكاظمي إلى أن “القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية التي أفرزتها العملية الانتخابية الديمقراطية تتحمل اليوم مسؤولية حماية المسار الوطني من خلال إنهاء الانسدادات السياسية، وتشكيل حكومة تتصدى للاستحقاقات، وتصون الوطن، وتدافع عن وحدته ومقدراته، ونبارك كل الجهود على هذا الطريق”.
وتحدثت مصادر مطلعة عن تفاصيل التطورات السياسية، والتي شهدت كسر العزلة السياسية بين زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، وزعيم “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي، الذي يشكّل أحد أقطاب “الإطار التنسيقي”.
وذكرت المصادر أن الصدر أسقط “الفيتو” الموضوع على نوري المالكي بعد مكالمة هاتفية جرت بينهما، وأن الجانبين- الإطار والتيار- ماضيان صوب اتفاق يقود لتشكيل الحكومة مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، و”تحالف السيادة”.
وبيّنت أن باكورة هذا الاتفاق تنطلق السبت بلقاء يجمع ممثلين عن “التيار” و”الإطار”، على أن يجتمع الصدر مع قادة “الإطار” في بغداد يوم الاثنين المقبل بموعد أولي، ومن ثم تحديد موعد لعقد اجتماع يضم أيضاً “الديمقراطي الكردستاني” و”السيادة”، الذي يمهد لتشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة جميع القوى السياسية الفائزة دون إقصاء.
وأوضحت المصادر أن الخطوط الأولية قد تقود لاختيار رئيس جمهورية تسوية، إضافةً إلى تمرير رئيس حكومة توافُقي يجمع عليه الأقطاب الأربعة.
وكان زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر قد بحث، أمس الخميس، مع شخصيات سياسية قضايا تتعلق بـ”الوضع العراقي”.
وقال مكتب الصدر في بيان: إن “الصدر أجرى، اتصالات هاتفيةً مع كل من مسعود بارزاني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر”.
وأضاف البيان أنه “جرى التباحث حول بعض القضايا المهمة المتعلقة بالوضع العراقي الراهن”.