نداء بوست -جورجيوس علوش- السويداء
ما بين جمال الطبيعة والاكتشاف الأثري يتموضع “تل جفنه” إلى الشمال الشرقي من قرية “سهوة الخضر” بالسويداء ، حيث يرتفع عن سطح البحر 1700م ، فهو يقع في محيط زراعي تتوزع فيه أشجار الفاكهة المتنوعة ويتميز بإطلالة جميلة.
وهو تل غير مسور بسبب طبيعتة الجغرافية وانحدار سفوحه وطبيعة أبنيته حيث تمر من جانبه الشرقي طريق معبدة تصله بقرى ظهر الجبل، وفي أعلى قمته يرى الناظر شمالاً تل القينة، وغرباً تل القليب، وجنوباً إلى الشرق تل اللوز، وشرقاً تل شعف، وتلال بعيدة وقلعة صلخد.
ورغم كثرة البعثات الأثرية التي زارت المنطقة إلا أنها لم تذكر المنطقة إلى أن جاء الباحث الفرنسي “موريس سارتر” إلى سورية وهو باحث مختص في النقوش الكتابية اليونانية اللاتينية، زار الموقع ونشر عنه مقالاً في 2014م مستنداً إلى نقش يوناني عثر عليه بمدخل جهة التل الغربية بين من خلاله أن تل جفنة والعمائر الباقية عبارة عن بقايا معمارية لدير يدعى دير عطو أو عطوة ، ويرجع تاريخ النقش بين عامي 565-574م وهي فترة الغساسنة.
وفي قمته بقايا معمارية عبارة عن غرف بنيت بمنسوبين أو طابقين وجدرانها باقية في فترات القرن الماضي، ويوجد أيضاً خزان ماء وباب حجري حلس وكسر فخارية جميعها تعود إلى التاريخ النبطي وروماني، وفي قمتة أبنية حجرية.
وفي الجهة الشمالية الغربية للتل صخرة مجوفة تشبه المحرس، وأيضاً هناك تكوين صخري يشبه بركة كبيرة تتجمع فيها المياه تستخدم لسقاية المواشي، بالإضافة للقبور والمدافن في محيطه.
ولعبت عوامل الطبيعة دوراً في هدم جزء كبير من عمائر التل، جعلت عمل البعثات في التنقيب صعبة ولكنها ليست مستحيلة، حيث قدمت البعثة الفرنسية معلومات عن ماهية ووظيفة الدير وسبب تشييده في منطقة مرتفعة، وطريقة عيش سكانه، وهل يرتبط هذا الدير بدير الكفر، وهل يعود اسمه إلى الكاهن عطوة.
ووجدت البعثة غرب التل بقايا معصرة عنب وقد دلت النقوش أن السكان في العصر الغساني والبيزنطي والفترة النبطية والرومانية يعتمدون على الزراعة وتربية الحيوانات.
ومازالت البعثة الأثرية مستمرة في دراسة أكثر عمقاً لمعرفة تفاصيل أوسع عن تل جفنة وتسميته وفترته.
البعثة المرافقة للباحث موريس وجدت نقشاً رومانياً قديماً في معبد “جيليوس مارينوس” في شهبا حيث بنى الإمبراطور فيليب العربي هذا المعبد تكريماً لأبيه المخلص جيليوس مارينوس في فترة حكم الأباطرة السوريين 244م.