نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
بالرغم من كل الأزمات التي يعيشها لبنان والملفات الساخنة المطروحة في الأوساط السياسية والشعبية، إلا أنّ الأنظار المحلية متهجة ومركّزة على ما يجري بين أوكرانيا وتداعيات ذلك على الداخل اللبناني.
عملياً إنّ الأزمة اليوم ليست بين روسيا وأوكرانيا، وإنّما الإشكالية بين روسيا من جهة وأوروبا والولايات المتحدة من جهة أخرى، حيث يتمدد حلف الناتو شرقاً باتجاه الحدود الروسية، وأوكرانيا تقع على هذه الحدود وكانت تقدّمت بطلب الانضمام إلى الحلف الذي تتزعمه الولايات المتحدة، في حين أنّ الروس يعتقدون أنّه بمجرد وصول حلف الناتو إلى حدودهم السيادية أمر مقلق ويشكّل خطراً على الأمن القومي الروسي، وتَحُد من التطالعات والطموحات للنفوذ الروسي في المحيط الجغرافي.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ الصراع بين القوى الكبرى والعظمى لم ينته يوماً من الأيام وظل قائماً، وأصبح يأخذ أشكالاً متعددة (عسكرية، اقتصادية…)
وعن انعكاسات ما يجري على الدخل اللبناني، تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لموقع “نداء بوست” إن لبنان سيتأثر بالطبع بمجريات الأحداث لأنّه جزء من هذا الفضاء، وهو بحاجة كغيره من الدول إلى استيراد الغاز والقمح والكثير من الأمور الأساسية، وفي حال تطورت الأحداث في تلك المنطقة (روسيا وأوكرانيا) فإنّ واردات الغاز ستتأثر في العالم كله وليس فقط لبنان، إضافة إلى تأثر قطاع النفط بهذا الأمر، وما يمكن أن يعكسه ذلك من أثار سلبية على الداخل اللبناني، في ظل كل ما يعانيه البلد من أزمات منذ فترة من أزمات اقتصادية ومعيشية وانهيارات متتالية.
وتشير المصادر إلى أنّ ما يجري سيعيد خلط الكثير من الأوراق على المستوى السياسي في لبنان والمنطقة بشكل عام، وترى المصادر أنّ جزءا من التفاهم الأمريكي الإيراني الذي يتم الحديث عن إتمامه في فيينا هو انعكاس في مكان ما للتوتر الروسي الأمريكي والروسي الأوروبي.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية في حديث لموقعنا أنّ أمريكا لا تريد إقحام بقية الملفات الأخرى في التفاوض أو تسهيل عملية سيطرة ونفوذ إيران في المنطقة، لكنّها أشارت إلى أنّه بمجرد أن يتم رفع العقوبات عن إيران فإنّ ذلك سيتيح نوعاً من التنفّس والفرصة الجديدة للمحور الإيراني للصمود أكثر والدخول في مواجهة جديدة مع أمريكا في قضايا أخرى.