نداء بوست- أخبار سورية- متابعات
سلّط الإعلامي والسياسي السوري المعارض المقيم في الولايات المتحدة، أيمن عبد النور، الضوء على الأنباء التي تتحدث عن وجود نية لدى واشنطن لإعفاء مناطق في شمال سورية من عقوبات قانون “قيصر”، الأمر الذي سيشكل ضغطاً إضافياً على النظام وروسيا.
وفي مقال نشره في موقع “نورث برس” قال عبد النور: “يتم الإعداد حالياً في وزارتَي الخارجية والخزانة الأمريكيتين لقرار سيتضمن إعفاء المناطق خارج سيطرة النظام السوري والمعروفة بمنطقة الشمال (مناطق الإدارة الذاتية – مناطق النفوذ التركي ماعدا عفرين – عين العرب ومناطق في شمال غربي سورية) من العقوبات الاقتصادية الأمريكية”.
وأشار عبد النور إلى أنه عندما يصدر القرار رسمياً سيكون بمثابة رسالة قوية للنظام السوري وحليفه الروسي وسيساهم بتطوير الاقتصاد وإيجاد فرص عمل في تلك المناطق.
عبد النور تطرق في مقاله إلى أن عملية إقناع المستثمرين وجلب الاستثمارات لإقامة مصانع وأعمال تجارية بعد رفع العقوبات لا تتم بشكل أوتوماتيكي بل تحتاج لجهود كبيرة وبنية تحتية اقتصادية ومالية وتشريعية وأمنية قبل أن يخاطر أي مستثمر بالدخول لتلك المناطق.
ورأى أنه في هذه الحالة “ستبرز علناً وبشكل واضح للجميع الأهلية القيادية للقيادات الموجودة بتلك المناطق، فإما ستكون كما كان النظام يصفها لا تصلح لإدارة مدرسة وتعرف فقط كيف تدير ميليشيات أو معسكرات تدريب عسكري أو ستثبت للسوريين سواء بمناطقها أو بكل العالم بأنها فعلاً قيادات جديرة بالمناصب التي تحتلها”.
كما تحدث عن أهم العوامل التي تجذب المستثمرين بقوله: “المستثمر في كل دول العالم لا يخاطر بأمواله (لا أتحدث هنا عن الواجهات المالية للسياسيين الفاسدين)، ويستثمر بأي منطقة قبل توفُّر عوامل كثيرة من أهمها:
توفُّر الحوكمة في المنطقة والتي تضمن أمن وأمان ذلك المستثمر والعاملين لديه بما فيها شرطة وأجهزة أمنية تخضع للقانون ومحاكم مستقلة تعيد الحقوق لأصحابها، يُضاف لها الشفافية المالية من قوانين واضحة للضرائب والرسوم والجمارك والحصول على التراخيص مترافقة مع إعلام حر يمكن أن يسلط الضوء على التجاوُزات سواء من المستثمرين أو من مؤسسات الإدارة التابعة للحكومة المحلية.
وشدَّد على أنه “إذا ما نجحت القيادات الموجودة حالياً بخلق ما يعرف بمناخ استثماري إيجابي، فإن من شأن ذلك تخفيف مخاطر الاقتصاد السياسي البعيد المدى والمتمثل بعدم وضوح آفاق المنطقة سياسياً والتي من شأنها إخافة المستثمرين”.
ومن وجهة نظر عبد النور فإنه إذا ما نجحت القيادات الحالية بتحقيق هذا الأمر (حتى لو استعانت بأفراد أو شركات ممن يملكون الخبرة بهذا المجال)، فإنها ستحصد نتائج أعمالها بشكل إيجابي جداً على كل سكان المنطقة والذي في مرحلة تالية سيحدث طفرة اقتصادية وإنتاجية ستدفع لفتح أسواق جديدة لتصريف المنتجات مما سيخلق واقعاً سياسياً جديداً من التعاون بين مناطق لم تكن تتوقع لذلك أن يحصل.