نداء بوست -ولاء الحوراني – درعا
يُعتبر "الهجيني" من أقدم أنواع الغناء الشعبي في حوران، وهو غناء فلكلوري تراثي أصيل يتغنى به أهل حوران في أعراسهم وأفراحهم كما يرددونه في جلساتهم وسهراتهم الخاصة، ويؤدَّى هذا النمط الغنائي بشكل منفرد أو جماعي، حيث يقف الأهالي في قسمين متقابلين ويردد كل طرف أبيات شعرية قصيرة بنفس القافية، تكون في أغلبها غزلية تتغنى بالحبيب أو بسهل حوران.
وجاءت تسمية هذا النوع من كلمة "الهجن" ويقصد به الإبل، حيث كانت العرب تحفظ هذا النوع من أنواع القصيد وتردده على ظهر الجمال أثناء الترحال أو في أيام الحصاد.
ويُغنى الهجيني بدون موسيقى ومعزوفات، وقد يقتصر هذا النوع على استخدام آلة الربابة، وهو فن بدوي ينتشر في البادية العربية الممتدة من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام مروراً بالأردن وفلسطين وسورية والعراق.
وتشتهر حوران بالعديد من أنواع الفن الشعبي الأصيل, والذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من العادات والتقاليد الاجتماعية الحورانية منها الجوفية والحدادي والهولية والدبكات وغيرها من الفنون الشعبية, التي تتفرد كل منها بأسلوبها, والتي لا تزال حاضرة إلى يومنا هذا ولا يزال الحورانيون يتغنون بها في مناسباتهم ويستذكرونها في غربتهم لوقعها في نفوسهم وارتباطها بسهلهم الغني بغنى موروثه التراثي.