نداء بوست – أخبار سورية – دمشق
التقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يوم أمس الأربعاء كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، في دمشق، وبحث معه تعزيز العلاقات الثنائية.
وذكرت صفحة “رئاسة الجمهورية” أن الحديث خلال اللقاء دار حول العلاقات الثنائية بين النظام وإيران، و”الجهود التي تبذلها المؤسسات من كِلا الطرفين لتعزيز التعاون في كافة المجالات، وخصوصاً في القطاع الاقتصادي بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين”.
وتناول اللقاء أيضاً، -وفقاً للمصدر- العملية السياسية وجولات المفاوضات المقبلة على مسارَيْ “أستانا” و”جنيف”، و”تمّ التأكيد على أهمية أن تسير هذه المفاوضات دون تدخُّلاتٍ خارجيةٍ، ووَفْق إستراتيجيةٍ ومنهجيةٍ واضحةٍ كي تحقق نتائج ملموسة”.
وزعم المصدر أن خاجي أطلع بشار الأسد على آخِر تطوُّرات الملف النووي الإيراني وسَيْر عملية المفاوضات، وأنه تمَّ الحديث حول التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والأزمة الروسية الأوكرانية.
ويأتي هذا اللقاء بعد يوم واحد، من إجراء رئيس “مكتب الأمن الوطني” التابع للنظام السوري، اللواء علي مملوك، زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران التقى خلالها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، فإن رئيسي شدَّد خلال لقائه بمملوك على أهمية التعاون بين طهران والنظام السوري، وضرورة “إزالة عوائق تطوير العلاقات بينهما في المجالات كافة”.
وقال رئيسي: إن سورية “خطّ أمامي في مُواجَهة الكيان الصهيوني”، وأكد على ضرورة صيانة وَحْدة الأراضي السورية، كذلك اتهم الولايات المتحدة بأنها “تتابع خلق المشاكل الأمنية والاقتصادية لسورية”.
ووفقاً للمصدر، فإن مملوك أبلغ رئيسي تحيات رئيس النظام السوري بشار الأسد، وقال: “لا ننسى أبداً دعم إيران للنظام في مسار مواجهة الإرهابيين”.
الباحث في مركز “جسور” للدراسات، وائل علوان، أوضح في حديث لموقع “نداء بوست” أن النظام السوري يعيد بزيارة مملوك إلى طهران في هذا التوقيت حيث الأزمة “الروسية – الأوكرانية” أو المواجهة الواسعة الغربية مع روسيا، تعريفَ علاقاته الخارجية.
وأضاف: “هو بالتأكيد لن ينحاز إلى حليف (روسيا أو إيران) بشكل كامل، لكن لطالما كان مستجيباً بشكل كبير جداً للضغوطات الروسية، ولطالما تعمد الأسد الضغط على إيران أو عدم الاستجابة لها، واليوم يعيد تعريف العلاقة مع إيران تحسُّباً أو تخوُّفاً من احتمالات قادمة من الصراع الروسي الأوكراني قد تؤثر على الخارطة السورية ولا تكون في صالحه”.
كذلك أشار علوان إلى أنه بالنظر إلى اللقاءات التي أجراها مملوك واتساع دائرة هذه الزيارة لتشمل الرئيس الإيراني وشخصيات ومناصب رفيعة أخرى، فإن ذلك يكسب الزيارة أهمية خاصة مرتبطة بشكل مباشر بالدور الروسي في سورية والاحتمالات التي قد يتأثر بها بعد الحرب مع أوكرانيا.
من جانبه، قال العميد فاتح حسون في حديث لـ”نداء بوست”: إن “حتمية الموقف الروسي حالياً في أوكرانيا، تنقل الملف السوري إلى درجات أدنى لاهتمامات الروس، وتدفعهم مضطرين لإعطاء جانب كبير من دورهم المنوط بهم في الملف السوري وتسليمه للإيرانيين سواء كان ذلك بفعل عدم قدرتهم على التفرغ الواسع في إدارة الملف أو لجهة الانتقام من الغرب لوقوفه مع أوكرانيا”.
ورأى حسون أن “الملف السوري حالياً أمام واقع عودة الإيرانيين ليكونوا اللاعب رقم واحد فيه وإدارة الصراع في مناطق سيطرة النظام الذي رصد هذا الموقف، فأسرع إلى إيران يعيد ويستجدي خطب ودّها بعد أن جافاها قليلاً تحت الضغط الروسي”.