نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
بالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان في ظل انهيار العملية الوطنية أمام الدولار الأمريكي وارتفاع الأسعار، إلاّ أنّ قطاع المطاعم والمقاهي ما زال منتعشاً إلى حد ما في بعض المناطق اللبنانية خاصة تلك التي تعتبر وجهة أساسية للسياح الأجانب كشارع الحمرا، وشارع مارمخايل والجميزة وغيرها في العاصمة بيروت تحديداً.
وتحتل المطاعم السورية المرتبة الأولى لدى الأجانب سواء المقيمون أو السياح من ناحية، وأيضاً المواطنون اللبنانيون ذوو الدخل المرتفع والعملة الأجنبية من ناحية أخرى، حيث تستقطب هذه المطاعم عدداً لا بأس به من الزوار يومياً بالرغم من الأزمة الاقتصادية والانهيار الحاصل، عدا أنّها تمتلئ أيام الأسبوع وفي الأعياد.
ونحن في جولة في شارع الحمرا في بيروت على المطاعم، يقول لنا أحد السياح: "إنّه يقصد شارع الحمرا الرئيسي ليتناول الشاورما عند المعلم "أبو وسيم" بالذات، لأنّه من أشهى المطاعم في لبنان على الإطلاق على حد قوله"، (ومطعم أبو وسيم هو مطعم شاورما يعود لرجل سوري، ويقدّم الشاورما على الطريقة السورية).
كما يُحدثنا سائح آخر أجنبي يخلط ما بين اللهجتين العربية والأجنبية، يقول: "إنّ الطبخات السورية من أطيب وألذ الأكلات التي يمكن أن يتناولها المرء"، ويضيف هنا أنّه عادة ما يقصد مطعم "بيت حلب" الذي يقدم أشهى المأكولات السورية واللبنانية أيضاً، ويصفه بأنّه أفضل المطاعم في لبنان وأجملها، كما يتحدث عن حسن ضيافة المطاعم السورية وكرمها في تقديم الأكل.
ويتحدث مواطن لبناني لموقعنا عن أهمية هذه المطاعم في إنعاش الدورة الاقتصادية في لبنان، ومدى جذبها للزوار خاصة الأجانب منهم، ويضيف أنّ معظم هذه المطاعم يعتمد الطرق الشامية في تقديم الطعام، والتصاميم الشعبية القديمة التي عادة ما تجذب السياح الأجانب، إضافة إلى مهارة الشعب السوري بالطبخ.
وهنا لا بد من أن نشير إلى أنّ عدداً كبيراً من المطاعم اللبنانية تعتمد في مطابخها على "طباخ" أو "شيف" سوري الجنسية.
وقد التقينا مع "شيف" سوري الجنسية يعمل في أحد المطاعم اللبنانية (فضّل عدم ذكر اسمه)، يقول: إنّه يعمل في هذا المطعم منذ خمس سنوات، ويحضّر الطبق اليومي للغداء والعشاء، إضافة إلى أنّه يحضّر أحياناً ولائم لبعض الحفلات والأعراس وموائد الإفطار لبعض رجال الأعمال اللبنانيين الذي يقصدون المطعم، ويضيف "أن نسبة كبيرة من زبائن المطعم أصبحوا يعرفونه شخصياً ويطلبون منه تقديم بعض الأكلات الحلبية والشامية"، ويقول لموقعنا: "سر المهنة في التأني أثناء عملية الطهي، واستخدام البهارات والخلطات الخاصة"، ويكشف أنّه تعلّم الطبخ على الطريقة السورية عن طريق والدته.