نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
للسنة الثالثة على التوالي يستقبل اللبنانيون شهر رمضان المبارك في ظل ظروف اقتصادية غير مسبوقة، ويبدو أن هذا العام ستُجبِر الأزمة الاقتصادية اللبنانيين على مقاطعة الخضراوات والحبوب والحلويات، بعد أن أرغمتهم على مقاطعة اللحوم والدجاج بسبب ارتفاع أسعارها.
وقد اعتاد اللبنانيون أن يكون طبق “الفتّوش” الطبق اليومي خلال أيام شهر رمضان، غير أن لهيب الأسعار الذي وصل إلى كل المكونات اللازمة لإعداد أي طبق، سيغيّر لهم هذا العام عاداتهم حتى في الطعام.
إذ إنّ الخضار ارتفعت أسعاره بشكل غير مسبوق، وبات طبق الفتّوش يكلّف حوالَيْ 100 ألف ليرة، وهو رقم مرتفع جداً بالنسبة للمواطن الذي يتقاضى مليونَيْ ليرة في الشهر، وتخطى كيلو الخيار 20 ألفاً، والبندورة 25 ألفاً، والحامض 10 آلاف، ووصل سعر اللوبياء إلى نحو 120 ألف ليرة للكيلو الواحد.
سميرة -وهي ربة منزل- تقول: إنّها هذا العام لن تتمكن من تحضير وجبة الفتّوش لعائلتها كل يوم كما جرت العادة في السنوات السابقة، بسبب ارتفاع أسعار الخضار، وتشير إلى أنّ معظم العائلات اللبنانية ستحذو حذوها.
وتعتبر البطاطا المقلية من الأطباق الأساسية على المائدة اللبنانية في شهر رمضان، أما اليوم بعد أن تخطى كيلو البطاطا الـ 10 آلاف ليرة، أصبح هذا الطبق مكلفاً، وتكاد تتخلى عنه بعض العائلات.
وتقول فاطمة، وهي أم لطفلين: إن طفليها يحبان البطاطا المقلية كثيراً، ولا يرضيان أن تغيب عن سفرة الإفطار خلال شهر رمضان، لكن هذا العام، لن تتمكن من تأمين هذا الطبق الذي كان يعتبر أساسياً على السفرة بشكل يومي، بسبب غلائه، إضافة إلى ارتفاع زيت دوار الشمس، وأسعار الغاز أيضاً، وتضيف أنّ صحن البطاطا المقلية أصبح يكلّف أكثر من عشرين ألفاً.
وتُعتبر الحلويات جزءاً أساسياً من مائدة رمضان لدى اللبنانيين، وعادة لا تخلو موائد الإفطار من الحلويات الرمضانية لدى معظم اللبنانيين، كالكلاج وزنود الست، والشعيبيات وغيرها من الحلويات المعروفة في هذا الشهر الفضيل، أما اليوم فأصبحت من الكماليات، حتى أنّها من المستحيلات لدى أصحاب الدخل المتوسط والمتدني، حيث ارتفعت أسعارها بشكل قياسي مع ارتفاع أسعار المواد الأولية كالقمح والطحين والزيوت النباتية والزبدة، ولم يَعُدْ باستطاعة اللبناني أن يزين طاولته بأصناف الحلويات.
ويقول علي لموقع “نداء بوست”: يبدو أننا سنشتهي الحلويات في هذا العام، بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، لم يَعُدْ باستطاعتنا شراء الحلويات كما اعتدنا سابقاً، ولا يمكننا تحضيرها في المنزل بسبب غلاء المواد، وارتفاع أسعار الغاز، وعدم وجود الكهرباء، وبالتالي سنُحرَم هذا العام من الحلويات الرمضانية كما حُرِمنا من الكثير من الأمور قبلها.
إذاً، يمر لبنان في حالة فوضى شاملة لناحية ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مع استمرار انهيار العملة الوطنية أمام الدولار الأمريكي.