ماذا يملك النظام السوري ليقدمه لتركيا؟
ما هي مكاسب تركيا من النظام؟
أين هي روسيا وإيران والولايات المتحدة من العلاقة التركية مع النظام؟
النظام السوري بوضعه الحالي المترهل لا يملك الكثير ليقدمه إلى تركيا، ولذا فإن التطبيع بين أنقرة ودمشق هو مظهر من مظاهر التوافق الروسي – التركي، وهو توافق مدفوع بمتطلبات انتخابية على الجانب التركي وضغوطات الحرب الأوكرانية على الجانب الروسي.
هناك 4 مسائل تركز تركيا عليها في سورية وهي: أمنية وسياسية وعسكرية واقتصادية.
ومنذ توقيع مذكرة خفض التصعيد عام 2017، ثم ملاحقاتها أعوام 2018 و2019 و2020، كانت تحضر هذه المسائل على نحو متكرر مع فوارق بسيطة، وهذه المسائل وإن كان النظام سيوقع عليها إلا أنها فعلياً من روسيا.
في شباط/ فبراير 2019، (أي قبل انطلاق عملية نبع السلام بـ 8 أشهر تقريباً) تم الإعلان رسمياً لأول مرة عن تواصل استخباراتي بين تركيا والنظام، وجاء ذلك في سياق إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم، واستمر التنسيق الأمني التركي مع النظام في إطار مكافحة الإرهاب.
عندما وقعت تركيا وروسيا مذكرة سوتشي 2019 حول شرق الفرات تم التأكيد رسمياً ولأول مرة على أهمية اتفاق أضنة 1998 على أن تُسهل روسيا تنفيذ الاتفاقية في ظل الظروف الراهنة، وبالفعل، دخل حرس الحدود التابع للنظام إلى بعض المناطق الواقعة خارج عملية نبع السلام بعمق 30 كم.
منذ ذلك الحين سعت روسيا لتوسيع التواصل الاستخباراتي بين الطرفين كي يشمل قضايا الهجرة إلى جانب الإرهاب.
لكن يبدو أنها حققت اختراقاً في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بمحاولة نقل التواصل إلى المسار الدبلوماسي، عندما أجرى وزير الخارجية التركي محادثة مع نظيره السوري على هامش قمة عدم الانحياز.
لم تكن روسيا هي الطرف الوحيد الذي سعى للوساطة بين تركيا والنظام حيث قدمت إيران في تموز/ يوليو 2022 عرضاً لإصلاح العلاقة بين الطرفين.
لكن في كانون الأول/ ديسمبر 2022 بدأ أن الوساطة الروسية حققت تقدماً مع الإعلان عن عقد اجتماع ثلاثي على مستوى وزراء الدفاع وتشكيل آلية معالجة القضايا الخلافية.
إن استجابة تركيا للوساطة روسيا دون إيران يعكس قدرة موسكو على تقديم مقابل لا تمتلك طهران القدرة على توفيره، وقد لا يتعلق بمتطلبات المسألة السورية فقط، كما أن الجانب التركي يؤكد على أن العلاقة مع النظام تنتظم ضمن المسار السياسي 2254، وبالتالي تراعي الموقف الدولي.
محاولة تخفيف سلوك النظام المعادي، ومكاسب قبول الوساطة الروسية هي أهداف تركية ماتزال قيد المحادثات، ومن المبكر أن تظهر كإجراءات عملية، وبالتأكيد سيكون موقف الولايات المتحدة الأمريكية مؤثراً في أي تواصل أو علاقة مع النظام، فضلاً عن توقع عدم التزام النظام وبقائه على سلوكه.