“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
دعا وزير الخارجيّة العراقي فؤاد حسين إلى اتخاذ خطوات سياسيّة فعليّة لحل القضية السوريّة، وتحقيق أهداف المجتمع الدوليّ في إحلال السلام والأمن في سورية.
وقال حسين في كلمته، خلال مشاركته في مؤتمر بروكسل السادس حول دعم مستقبل سورية والمنطقة، الذي ينظّمه الاتحاد الأوروبيّ في العاصمة البلجيكيَّة بروكسل: “إَّن الأزمة السوريّة، ومنذ اندلاعها، قد أدت إلى وقوع عدد هائل من الضحايا المدنيين من أبناء الشعب السوريّ، ونزوح ولجوء الملايين منهم داخل سورية وخارجها، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي تعرضت له عدد من المدن السوريّة وبناها التحتيَّة”.
وأضاف: “بعد مرور أكثر من أحد عشر سنة على اندلاع الأزمة أصبح العالم مُدركاً الآن أكثر من أي وقت مضى أنّ الحصار السياسيّ والاقتصاديّ، والمُواجهات العسكريّة لن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والدمار، وأنّ حل الأزمة يكمن في إنهاء حالة الجمود التي سيطرت على مساعيّ الحل السياسيّ، والبدء باتخاذ خطوات سياسيّة فعليّة لإنهاء الأزمة، وتحقيق أهداف المجتمع الدوليّ في إحلال السلام والأمن في سورية وحماية شعبها”.
وأشار إلى أنّ “الحكومة العراقيّة كانت، ومنذ بدء الأزمة السوريّة، حريصة كل الحرص على دعم جميع المُبادرات والجُهود الدوليّة والإقليميّة الراميّة لحل الصراعات في المنطقة من خلال نبذ التناحرات، والحلول العسكريّة، وتغليب لغة الحوار والجُهود الدبلوماسيّة لتحقيق الأمن والاستقرار”.
كما أشار حسين إلى أنّ “العراق دعا في جميع المحافل الدوليّة إلى عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربيّة لما لهذه العودة من أهميّة بالغة في تغليب لغة الحوار، تمهيداً لإرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة”.
وأكد على “دعم العراق لكافة المُبادرات التي تحترم خيارات الشعب السوريّ، وتحفظ لسورية وحدتها وسلامة أراضيها، وتصون وتعزز مبادئ وقيم حقوق الإنسان فيها”، داعياً كافة الأطراف المعنيّة إلى “الانخراط في حوار سياسيّ بناء يهدف إلى إيجاد حلول سريعة للمعاناة التي تعرض لها الشعب السوريّ بسبب تلك الأزمة، وتسريع كافة الجُهود الراميّة إلى تسريع العودة الأمنة والطوعيَّة للمهاجرين والنازحين إلى أماكنهم، وإعادة إعمار المناطق المتضررة وفق مانص عليه قرار مجلس الأمن 2254، وبيانات مؤتمر جنيف حول سورية، ومحادثات أستانا للسلام في سورية”، مُبيناً أنّ “العراق يجدد دعمه لجُهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد غير بيدرسون لإيجاد حل للأزمة، وإيقاف معاناة الشعب السوريّ”.
وأشار حسين إلى أنّ “العراق يستضيف مايقارب الـ 260 ألف مواطن سوريّ مسجَّل، فضلاً عن عشرات آلاف من المواطنين السوريين المنتشرين في المدن العراقيّة من غير المسجلين في سجلات مفوضيّة الأمم المتحدة للاجئين، وأنّه يثمّن كافة الجُهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبيّ والأمم المتحدة لدعم دول المنطقة التي تستضيف اللاجئين السوريين”، مُوضّحاً أنَّ “العراق، وبالرغم من التحديات الأمنيَّة واللوجستيَّة التي يواجهها، قد سمح بعمليات نقل المساعدات الإنسانيَّة عبر الحدود، ويتعاون بإيجابيّة مع برامج ومشاريع مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانيّة، ومفوضيّة اللاجئين، وغيرها من المنظمات الدوليّة الإنسانيّة”.
وجدد وزير الخارجية دعوة العراق للمجتمع الدوليّ إلى ضرورة تكاتف الجُهود للقضاء، وبشكل نهائي على فلول تنظيم داعش الإرهابي وفكره المُتطرف، ومُحاسبة أفراده عن كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق الأبرياء، والتي ترقى إلى مُستوى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانيّة، والإبادة الجماعيّة، وضرورة إيجاد حل نهائي وحاسم لموضوع مخيمات اللاجئين المُنتشرة في سورية، وبعض دول المنطقة لما يمكن أن تشكله هذه المخيمات من خطر داهم على الأمن الإقليمي والدولي.