كشفت غرفة تجارة إسطنبول، حجم استثمارات السوريين في الولاية، والشركات التي يساهم فيها رجال الأعمال السوريون في مختلف المجالات التجارية والصناعية.
وأسس السوريون 6 آلاف و176 شركة في إسطنبول منذ بداية عام 2018 ولغاية نيسان/ إبريل العام الماضي، وبحسب الدراسة التي نشرتها الغرفة يقدر عدد الشركات السورية بنحو 20 ألف شركة، بما في ذلك رواد أعمال سوريون غير مسجلين.
وتقدر الدراسة عدد الشركات ذات المشاريع المشتركة الأجنبية، والتي يسهم فيها السوريون برأس المال بـ762 شركة في ولاية إسطنبول وحدها، و9 آلاف و131 شركة في عموم تركيا.
كما أشارت الدراسة إلى أن 17.4% من رواد الأعمال السوريين يعملون في قطاع الأغذية، وأن نسبة السوريين في قطاع المبيعات والتسويق بلغت 12.4%، ووصلت إلى 12.4% في الخدمات الاجتماعية والشخصية، ونحو 10.7 في المنسوجات والملابس الجاهزة والجلود.
وتشهد ولاية يالوفا أكبر نسبة من الشركات التي تم تأسيسها مع شركاء أجانب بمعدل 47.8%، تليها ولاية غازي عنتاب بنسبة 30.7%، ومرسين بنسبة 21.1%، وإسطنبول بنسبة 19.3%.
وتأتي هذه الدراسة، في وقت تحذر به الدراسات من نقص الكوادر في العديد من القطاعات وخاصة في قطاع المنسوجات، في حال مغادرة السوريين نحو تركيا.
ومؤخراً، سلطت صحيفة “Türkiye Gazetesi”، الضوء على تفاقم مشكلة نقص الأيدي العاملة في تركيا عموماً وإسطنبول خصوصاً، بعد مغادرة قسم من اللاجئين السوريين إلى بلادهم أو الهجرة نحو أوروبا.
وذكرت الصحيفة أن مغادرة السوريين لتركيا أدت إلى نقص في الأيدي العاملة لدى العديد من القطاعات، وعلى رأسها قطاع المنسوجات.
ونقلت الصحيفة عن أصحاب العمل الذين قالوا بأن العمال الأتراك لا يقبلون بالرواتب التي كان يتقاضاها العمال السوريون.
وازدادت مشكلة العمالة في تركيا مؤخراً، حيث لا يمكن العثور على موظفين مؤهلين ومدربين في القطاعات التي تتطلب عمالة كثيفة.
وبدأت آثار هذه الأزمة تطفو على السطح عندما واجه أرباب العمل، الذين اعتمدوا على العمال السوريين، صعوبة في إيجاد عمال بعد عودة السوريين إلى بلادهم.
وذكر شهموز كيران ألتي بارماك، صاحب ورشة لتصنيع الجلود، في حديثه إلى الصحيفة أن مشغله يعمل بقدرة 30% فقط من قدرته لأنه لا يستطيع العثور على عمال.
وأضاف أنه كان يوظف السوريين بدلاً عن الأتراك بسبب تدني رواتبهم، مضيفاً: “لقد بدؤوا الآن في العودة إلى بلدهم، استقال الخياط السوري الذي كان يعمل لدينا لمدة عامين، والبديل التركي يطلب الكثير من الأموال”.
وأشار إلى أن الخياط السوري كان يتقاضى 7500 ليرة تركية في الشهر، بينما الخياط التركي يطلب 15 ألف ليرة للقيام بالعمل نفسه.
وخلال الأشهر الماضية تصدر حديث بالهجرة إلى أوروبا أوساط السوريين في تركيا، وذلك في الوقت الذي تصاعد فيه خطاب الكراهية من قِبل الأتراك ضدهم، والذي وصل أحياناً إلى جرائم قتل.