نداء بوست- عبدالله العمري- الحسكة
تزداد معاناة الأهالي في كافة المناطق السورية مع قدوم فصل الشتاء القاسي حيث تنزل درجات الحرارة، مما يتطلب مصروفاً إضافياً لتأمين المحروقات التي تُعَدّ شِبه معدومة في أغلب المناطق وخصوصاً مناطق عملية "نبع السلام" في مدينتَيْ "رأس العين" و"تل أبيض" اللتين تُعتبران معزولتين عن بقية المناطق السورية.
وقال مراسل "نداء بوست" في المنطقة بأنها تشهد ارتفاعاً حاداً في الأسعار بشكل عامّ وأسعار المحروقات بشكل خاصّ، حيث وصل سعر برميل المازوت إلى ما يقارب 350 ألفاً للبرميل الواحد بينما وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 50 ألفاً ويغيب عن المنطقة أي دعم من الجهات المعنية.
أم إبراهيم قالت لـ"نداء بوست": إنها لم تتمكن هذه السنة من تأمين ثمن برميل المازوت كما في السنوات السابقة بسبب الارتفاع الكبير لسعر المحروقات وعدم توفرها أساساً، كما أن ثمن مدفأة المازوت وصل إلى 400 ألف لذلك لجأت لحرق ما تواجد في منزلها من خِرَق وثياب بالية وكل ما فاض عن حاجتها وأمكن حرقه.
أما حسين -والذي يعتبر أحسن حالاً- فقال بأنه أزال فكرة تركيب مدفأة تعمل على المازوت من رأسه نهائياً واستعاض عنها بمدفأة الخشب والتي أيضاً وصل سعرها إلى 300 ألف، أما سعر الطن الواحد من الخشب فقد بلغ 350 ألفاً وأنه استطاع بصعوبة الحصول على نصف طن علَّه يكفيه هذا الموسم ويقيه وأطفاله قساوة البرد وصعوبته.
بدوره، قال عيسى: إنه استعاض عن ذلك بتركيب مدفأة تعمل على الغاز كونه وزوجته يسكنان وحدهما في منزل صغير ولكن سعر أسطوانة الغاز أيضاً تضاعف في الفترة الأخيرة، ولم يعد يستطيع الحصول عليها فلجأ كغيره إلى حرق ما يمكن حرقه من أغراض وأحذية بالية وخِرَق.
وتعيش مدينتَا "رأس العين" و"تل أبيض" حالة مأساوية نتيجة ارتفاع أسعار معظم المواد وفِقْدانها، وعلى رأسها المحروقات المستعملة في التدفئة، وخصوصاً بعد الأنباء التي وردت بقيام عملية تركية في المنطقة والتي تم على إثرها إغلاق كافة منافذ التهريب على السواتر الترابية على طريق "M4" بين مناطق "نبع السلام" ومناطق سيطرة قوات "قسد" والتي كان معظم التجار يعتمدون عليها في إدخال موادهم إلى المدينتين بعد دفع مبالغ باهظة لإدخالها.